أبرز الأخبارأخبار العالمتحقيقات وتقارير

مشاركة الرئيس السيسي في قمة بريكس: أبعاد وأهداف

القاهرة ـ محمد إبراهيم بربر

شهدت مشاركة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قمة دول مجموعة “بريكس” حدثاً بارزاً على الساحة الدولية، حيث انطلقت هذه القمة في أغسطس 2023 في مدينة جوهانسبرغ بجنوب إفريقيا. وتعد هذه المشاركة جزءاً من استراتيجية مصرية تستهدف تعزيز مكانة مصر على الصعيد العالمي وتعميق الشراكات مع الدول النامية، ضمن إطار الجهود الرامية لتعزيز التعددية الاقتصادية والسياسية.

أهداف المشاركة المصرية

إن مشاركة مصر في قمة بريكس تأتي استجابةً للتغيرات العالمية الراهنة التي تفرض تحديات جديدة على الاقتصاديات النامية. وقد ركز الرئيس السيسي خلال هذه القمة على عدد من المحاور:

أولا: تعزيز التعاون الاقتصادي: أكد السيسي على رغبة مصر في تعزيز الشراكة الاقتصادية مع دول بريكس التي تمثل مجموعة من الاقتصاديات الناشئة الكبرى. وتهدف مصر إلى الاستفادة من هذه الشراكات في مجالات البنية التحتية، والتكنولوجيا، والتجارة، والطاقة.

ثانيا: الاستفادة من عضوية “بريكس بلس”: ناقش السيسي إمكانية انضمام مصر إلى آلية “بريكس بلس”، وهي الآلية التي تتيح لدول غير أعضاء التعاون مع دول بريكس في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار. ويأتي هذا التوجه في إطار خطط مصرية لتعزيز التدفقات الاستثمارية وزيادة التبادل التجاري مع هذه الدول.

ثالثا: تعزيز التبادل التجاري: أشار السيسي إلى أهمية تنويع الشركاء التجاريين لمصر بعيداً عن الاعتماد التقليدي على دول محددة، مع التأكيد على أن بريكس تمثل سوقاً ضخماً يُعزز من صادرات مصر ويساهم في تحقيق التنمية المستدامة.

رابعا: المساهمة في حل القضايا العالمية: حرص الرئيس السيسي على طرح عدد من القضايا الدولية، مثل قضية الأمن الغذائي والتغير المناخي، مؤكداً أن مصر تملك تجارب ناجحة في التعامل مع هذه التحديات، وأنها تسعى لتعزيز التعاون الدولي لمواجهتها.

نتائج بارزة لمشاركة مصر في قمة بريكس

تعزيز الشراكة مع الصين وروسيا والهند: جاءت مشاركة الرئيس السيسي كفرصة لتعزيز العلاقات الثنائية مع قادة الدول الكبرى في مجموعة بريكس، لا سيما مع الصين وروسيا والهند، حيث تم عقد اجتماعات ثنائية بحثت تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والاقتصاد الرقمي والبنية التحتية.

فرص تمويلية واستثمارية جديدة: أسفرت القمة عن توقيع عدد من الاتفاقيات المبدئية التي تهدف إلى تمويل مشاريع التنمية في مصر من خلال بنك التنمية التابع لبريكس، خاصة في مجالات البنية التحتية والطاقة المتجددة.

انضمام مصر إلى بنك بريكس:

أحد النتائج البارزة لمشاركة مصر هو التقدم في خطوات انضمام مصر إلى بنك التنمية التابع لبريكس، مما يعزز فرص تمويل المشروعات التنموية في مصر ويقلل من الاعتماد على التمويلات التقليدية من المؤسسات الغربية.

مبادرات تعاون إقليمية: تطرقت القمة إلى تعزيز التعاون الإقليمي بين مصر والدول الإفريقية، حيث تم مناقشة مشروعات استراتيجية للبنية التحتية والطاقة النظيفة التي تربط بين دول شمال إفريقيا ودول بريكس.

دور مصر في تعزيز حضورها الدولي

إن مشاركة مصر في قمة بريكس تؤكد التوجه الاستراتيجي للدولة نحو بناء شراكات اقتصادية متعددة الأطراف، تتجاوز الإطار التقليدي للتحالفات الاقتصادية والسياسية. من خلال الانخراط في آليات التعاون مع بريكس، تسعى مصر إلى لعب دور محوري في صياغة مستقبل الاقتصاد العالمي، ودعم جهود التنمية المستدامة في الداخل، وتقوية دورها كجسر بين الشرق والغرب، والشمال والجنوب.

لقد استطاعت مصر تعزيز موقفها كفاعل دولي مؤثر، مع التأكيد على أنها شريك موثوق به في مواجهة التحديات العالمية التي تتطلب حلولاً جماعية ومتعددة الأطراف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى