المقالات

شوقي … رضى الله عنه!!

مَرَت (93) عاماً على رًحِيل أميرَ شعراءِ اللغة العربية في العصر الحديث الشاعر الكبير “أحمد شوقي” ، الذي توفى يوم (14) أكتوبر من عام 1932م، وأشتهر “شوقي” بعدد من قصائد المديح النبوي منها قصيدة “سلو فلبي” ، وقصيدة “ولد الهدى” وجميعها من ألحان “رياض السنباطي”، ولكن تأتي على رأسها قصيدة “نهج البردة” التي اشتهرت كثيراً، وشدت بها سيدة الغناء العربي “أم كلثوم” في عام 1946م من تلحين الموسيقار الكبير “رياض السنباطي”؛ على الرغم من أن “أحمد رامي” منحها جزءاً من روحه وقلبه وعقله في كلَّ ما كتب لها، وما لحنه “محمد القصبجي” والشيخ “زكريا أحمد” والموسيقار “محمد عبدالوهاب” وحتى “بليغ حمدي” والشيخ “سيد مكاوي” ، ولكن تبقى ألحان “السنباطي” متفوقة في رفع المقام الموسيقي إلى مقام من الوجد خاصة في رائعة “نهج البردة”.
لقد رُوي عن مرض أمير الشعراء أحمـد شوقي، فيقال ـ والعهدة على الراوي ـ أن شوقي قد مرض مرضاً شديداً في أيامه اﻷخيرة، وبعدها بأيام قليلة توفي، ومنذ وفاته لم يكن الشيخ محمد متولي الشعراوي يذكره إلا ويقول: لا تقولوا شوقي (رحمه الله!)، ولكن قولوا شوقي (رضي الله عنه!)، فوالله لم يمدح النبي َّﷺ شاعرٌ مثل ما مدحه شوقي في قصيدته (سلو قلبي) التي قال فيها:
أبا الزهراء قـد جاوزت قدري بمدحـك بَيْـدَ أنَّ لي انتسابا
مدحـتُ المالكين فزدت قــدرا وحين مدحتك اجتزتُ السحايا
اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين!
ويضيف الشيخ الشعراوي (رحمه الله!): لم يدافع عن حقائق اﻹسلام، ويشرحها ويوضِّحها في النظم الشعري مثل شوقي، فهو الذي جمع مبادئ اﻹسلام في بيت واحد وذلك في قصيدته:
(ولد الهدي والكائنات ضياء وفم الزمان تبسم وثناء)، وقد نشرت بجريدة المؤيد في 7 مارس من العام 1912م باسم الهمزة النبوية، قال فيها:
الدِّينُ يـُسرٌ والخـلافةُ بـَيعةٌ والأمرُ شُورى والحقوقُ قضاءُ
ومن بليغ ما قال شوقي أيضا في مدح رسول الله صلي الله عليه وسلم ما ورد في قصيدة نهج البردة والتي بلغت أبياتها واحداً وتسعين ومائة:
يا ربّ صلّ وسلّم ما أردتَ على نزيلِ عرشـك خيرِ الرسل كلّهِمِ
يا ربّ هبّت شـعوبٌ من منيّتـها واستيقظت أمم من رقدة العدمِ
فالطفْ لأجل رسول العالمين بنا ولا تَزِدْ قومَـهُ خَسْـفاً ولا تَـِسمِ
يا ربّ أحسنتَ بدء المسـلمين به فتمّمِ الفضلَ وامنحْ حُسْنَ مُختَتَمِ
تلك من أنباء الشعر البليغ الذي يعكس حبَّ المصطفى ﷺ في جلالٍ وجمالٍ، رحم الله أمير الشعراء “أحمد شوقي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى