لا يخفى عليكم أن تطبيق التيك توك يُتصفَّح من قِبَل الكبير والصغير، ولا توجد فيه حواجز للتصفح؛ فتجد ما تريد من الصالح والطالح، ولكن يغلب عليه الانحطاط الأخلاقي والسذاجة والبهرجة التي يتنافس عليها السذَّج وعديمو الأخلاق.
كما أنه أصبح منبرًا للعنصرية المقيتة التي بدأت تبث سمومها للتفرقة وإثارة النعرات القبلية، وزرع الحقد والبغضاء بين أفراد المجتمعات والأطياف.
ولا أستثني من ذلك الحوارات غير المنضبطة التي تتجاوز حدود الأدب والدين، حتى زادت نسبة التوتر والاكتئاب والحالات النفسية، والأدهى والأمر من ذلك أن هذه الأمور في بعض الحالات قد تصل إلى درجة الانتحار.
يُعتبر هذا التطبيق أقوى سلاح يخترق المجتمعات، وخاصة تلك المحافظة على الدين واللحمة الوطنية، فهو يدمر البيوت والعقول والمجتمعات بكل سهولة ودون عناء. ولو نظرنا إلى المساحات، نجد أيضًا أن ما يدور فيها من حوارات يخدش الحياء ويتجاوز في الذمم بلا رقيب، وتلك المهاترات التي تهدم الثوابت وتتعارض مع الذوق العام والالتزام بالضوابط الدينية والمجتمعية التي نفتخر بها وبأننا خير أمة أُخرجت للناس.
أما التحديات التي تكون بين اثنين أو ثلاثة أو أربعة أشخاص، فهي في غالبها محتوى فارغ من القيم ومليء بالسذاجة والانحراف عن السلوك السليم، حيث يكون همهم الوحيد هو كسب أكبر عدد من التفاعل من المشاهدين والدعم المادي.
كل ما يحدث في هذه البثوث يجرنا إلى مستنقع مليء بالأمراض النفسية والعقلية، حتى يتكون لدينا خليط من الجنسين، يُصبح عالة على نفسه وأهله والمجتمع.
أما مدَّعو العلاج وخلطات الأعشاب، فإن بعضها قد يكون سامًا، واختلاف المقادير المحددة من شخص لآخر قد يؤدي إلى عدم مناسبة هذه العشبة للجسم، خاصة للأشخاص الذين لديهم حساسية مفرطة أو التهابات رئوية. وبعضهم يقسم على فعاليتها في علاج جميع الأمراض، ولو كان هذا صحيحًا لما احتجنا للمستشفيات والأدوية التي تكلف الدولة الشيء الكثير، كما نجد مروجي الأدعية والأحاديث النبوية المكذوبة.
لقد تكاثرت المنصات، وتُرِك الحبل على الغارب، فإلى متى يستمر هذا العبث؟