صحيفة مكة الإلكترونية، عالية المقام، التي خطت منذ سنوات عديدة خطى ثابتة، وحصدت جوائز عدة لتميز طرحها واستقطابها للعديد من الكتاب أصحاب القلم الرصين، بقيادة رئيس تحريرها الأستاذ عبدالله الزهراني، الذي كرس وقته في خدمة وطنه. لقد استطاعت الصحيفة أن تحسم سباق الرئاسة الأمريكية وتوقع فوز “الفيل” – مرشح الحزب الجمهوري ترامب – على “الحمار” – مرشحة الحزب الديمقراطي هاريس – قبل إعلان نتائج الانتخابات الأمريكية بأسبوعين عبر مقال نشر بعنوان “نصيحة للحمار والفيل”. تعدّ صحيفة مكة الإلكترونية الأولى التي طرحت هذه الرؤية بفضل خبرتها المتراكمة في مجال الإعلام الدولي.
ورغم ما عجت به وسائل الإعلام الأمريكية والدولية، التي زمرت للمرشحة هاريس وأوهمت أغلب المراقبين بأنها ستفوز بكرسي البيت الأبيض، إلا أن صحيفة مكة الإلكترونية وبنظرة ثاقبة ودقة تحليل إعلامي متخصصة خالفت الجميع وتوقعت أن يفوز ترامب على هاريس ويعود إلى البيت الأبيض الذي غادره قبل أربع سنوات.
إن الإعلام عموماً له قرنا استشعار عن بعد، وخبراؤه غالباً ما تصدق توقعاتهم للأحداث، ليس تنجيماً، وإنما نتيجة دراسة متخصصة عميقة لما وراء الأخبار والأحداث المحيطة بها، فهي بمثابة المستكشف للحاضر وتحليله قبل الذهاب إلى المستقبل.
ولعلي أطلع القارئ الكريم على بعض من أسرار التوقع، وليس جميعها:
1. الوضع الدولي الحالي وما فيه من حروب لا يحتمل تجربة رئيس جديد وضعيف، بل الموقف يحتاج إلى اختيار رئيس مجرب وخبير وقوي.
2. زيارة نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، لترامب في فلوريدا قبل الانتخابات وإهماله لهاريس، دليل على أن القوى الصهيونية المهيمنة على القرار الأمريكي ترغب في ترامب وليس هاريس.
3. اعتماد ترامب على تحسين الاقتصاد وتحسين وضع المزارعين من الطبقة الكادحة، وهذا ما يهم الداخل الأمريكي.
وهناك أسباب كثيرة أخرى لا يسع المقام لذكرها.
أستاذ الإعلام الدولي