تزخر شبكة التواصل الاجتماعي بأنواع لا حصر لها من تفاهات البشر وقد رفع الحكماء والعلماء أصواتهم عاليا محذرين من أن يكتسح الجيل الجديد طوفان التفاهة فالتزايد المخيف للتفاهات بات ينذر بأفدح الأخطار على المستقبل الإنساني لأن العقل يحتله الأسبق إليه وإذا تبرمجت عقول الأطفال والناشئين بهذه التفاهات فإن هذا يعني الكارثة بكل أبعادها فالعقل يحتله الأسبق إليه ثم يبقى هذا الأسبق يتحكم به فالإنسان بما يسبق إلى قابلياته إنه يبقى محكومًا بما تبرمج به ….
لكن شبكة التواصل الاجتماعي ليست فقط تفاهات وإنما فيها معلومات في غاية الأهمية لكن الناس يبحثون عن المسلي والخفيف الذي يقدمه طوفان التفاهات …..
من أروع محتويات اليوتيوب عرض المصانع أثناء العمل إنهم يعرضون مراحل تصنيع السيارة منذ أن كانت مواد خام فيعرضون عملية الصهر والاسالة ويستمرون في عرض خطوات صناعة السيارة خطوة خطوة بكل الوضوح والتفاصيل إن عرضًا قد لا يستغرق ساعة واحدة يقدم للناشئين من المعلومات والأفكار والتصورات وأنواع المهارات ما لا يحصلون عليه في سنوات التعليم كلها حيث يحفظون مقررات دراسية معزولة عن حركة الحياة ….
من المهم جدا الاستفادة القصوى من المادة الغزيرة المرئية المتاحة في النت فمشهد واحد عن أحد المصانع في اليابان أو ألمانيا أو غيرهما يثير في عقول الأطفال من الشغف والرغبة في الفهم ما لا تثيره دراسة سنوات لكتب جافة معزولة عن معترك الحياة …..
إذا تعبت من القراءة أو الكتابة فتحت اليوتيوب وبقيت أشاهد مختلف المصانع حيث يتم عرضها بتفاصيل دقيقة شديدة الوضوح من الألف إلى الياء وهذه المشاهد يجب إدخالها كمادة أساسية في التعليم كما أن على الأسر تدريب الأولاد على متابعة هذه المشاهد المثيرة للعقل.
0