المقالات

النصب والاحتيال عبر منصة “التكتك”

كنت أعتقد أن النصب والاحتيال يقتصر على “الهكرز” الذين يخترقون المنصات والحسابات البنكية، ليسطوا على تلك الحسابات ويسلبوا أموال الناس بالخداع والتلاعب والتضليل. كنت أظن أن النصب محصور في هذا الجانب، حتى اكتشفت خلال الأيام الماضية أن تطبيق “التكتك” يعد منصة مفتوحة وبعيدة عن أي رقابة، ويشكل بيئة خصبة ومناسبة لنشاط النصابين واللصوص. بل ظهرت في “التكتك” نوعية جديدة وغير مسبوقة من أساليب النصب، حيث يعرض المحتالون “منتجاً وهمياً” كاذباً ومضللاً لمتابعي التطبيق.

هذا الأسلوب الجديد يتمثل في عرض الأغنام بأسعار خرافية و”مغرية” لا يمكن تصديقها، ولا يستوعبها عقل أي إنسان على دراية بالأسعار الحالية للأغنام. وقد اطلعت على حالتين من هذا النوع، بحثت في تفاصيلهما وتأكدت أن من يروج لهما هم فئة من اللصوص، قد يكونون داخل المملكة أو خارجها. أحببت أن أشارك تجربتي عبر هذا المقال، لإطلاع القارئ الكريم على تلك “الأفخاخ” الجديدة في عالم النصب، حتى لا يقع أحد في شباكها بدافع إغراء السعر المعروض.

الحالة الأولى:
تتعلق بشخص يصور مجموعة من خراف “حري” ذات قيمة سوقية لا تقل عن 1500 ريال للخروف الواحد، لكنه يعرضها بمبلغ 650 ريال فقط للخروف، ويعد المتابعين بأن السعر يشمل التوصيل إلى أي موقع في المملكة. ويذكر أن موقعه في مدينة عرعر، لكنه لا يرسل تفاصيل الموقع. يطلب من الزبون “الضحية” تحويل قيمة الخروف مقدماً، ويعده بشحن الخروف إلى مكان إقامته فور استلام المبلغ. وعندما تحاول إقناعه بأن يكون الدفع عند الاستلام، يرفض رفضاً قاطعاً، مما يكشف حقيقته كونه نصاباً محترفاً.

الحالة الثانية:
مشابهة للحالة الأولى مع تغيير السلعة والموقع والسعر؛ السلعة هنا “تيوس”، والموقع مدينة الطائف، والسعر 300 ريال فقط للتيس شامل التوصيل لأي مكان. تتواصل معه متظاهراً بالاهتمام لتعرف إلى أين ستنتهي عملية النصب، فتطلب منه تيساً بهذا السعر المغري لتوصيله إلى جدة. يستبشر باهتمامك ويلبي طلبك، لكنه يزودك برقم الحساب ويطلب تحويل المبلغ مقدماً. وعندما تحاول إقناعه بالدفع عند الاستلام، يرفض كصاحبه في عرعر، مما يؤكد أن العملية منظمة لغرض الاحتيال.

هاتان الحالتان وقعتا معي شخصياً، وخضت التجربة بدافع اكتشاف تفاصيل هذا النصب الجديد. لذلك، أوجه تحذيري للجميع من هذه الحيل الشيطانية الجديدة التي ظهرت عبر نافذة “التكتك”، إضافة إلى ما يعرض غالباً في التطبيق من مضامين تافهة ومدمرة للأخلاق والقيم.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. بيض الله وجهك وياليت اصحاب هذة العادة السئة يخجلوا على انفسهم والجهة المختصة تتحرك لردع هذة الاشكال بارقام الجوالات التي يستخدمونها ودمتم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى