القمة العربية والإسلامية التي ختمت أعمالها مساء اليوم في الرياض، امتداد لسابقتها في هذا اليوم من العام الماضي ( ١١ نوفمبر ٢٠١٣) التي انعقدت بهدف التعامل مع تحديات وظروف تمر بها المنطقة بعد زلزال 7 أكتوبر ، والعمل على توسيع دائرة الصوت الداعي إلى إيقاف الدمار والإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل على الفلسطينيين في قطاع غزة.
وقد استطاعت الدبلوماسية السعودية، بقيادة سمو ولي العهد ورئيس محلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان وتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أن تنجز الكثير على هذا الطريق الأمر الذي منح القمة الثانية، المنعقدة اليوم، روحا جديدة أعطت الأمل لإمكانية تطوير الجهود المبذولة من الجميع للوقوف في وجه غطرسة اليمين الإسرائيلي الذي يرى، في المعطيات الحالية، إمكانية القضاء على الفلسطينيين وخلق ظروف دولية تنهي قضيتهم إلى الأبد .
وقد تمكنت المملكة العربية السعودية،بمواقفها الواضحة وصدق توجهها وحسن علاقاتها مع المؤثرين في الدائرة العربية والمحيط الإسلامي والمجال الدولي، من تشكيل موقف وازن في الدول الإسلامية والإفريقية للدفع باتجاه تحقيق حل الدولتين، وأصبح لهذا الإتجاه مناصرون في الساحة الدولية، ولم يعد بالإمكان تجاوزه، حتى من غلاة رافضيه.
وجاءت كلمة سمو الأمير محمد بن سلمان، في افتتاح القمة، لتضع معالم المرحلة المقبلة التي يفرضها التحرك الإيجابي الذي تقوده المملكة.
فقد أكدت الكلمة رفض الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في غزة وانتقاص دور السلطة الفلسطينية وإضعاف قدرتها على إدارة الوضع في الأراضي الفلسطينية، كما شجبت إعاقة عمل المنظمات الدولية لتقديم المساعدات الإنساني ، وتأكيد الوقوف مع فلسطين ولبنان ورفض الإعتداء على سيادته مع إشارة دالة تؤكد رفض الإعتداء على الأراضي الإيرانية.
كلمة سمو الأمير، وما فيها من تأكيد على مواقف المملكة الثابتة تجاه القضية الفلسطينية ورفضها المبدئي الإعتداء على سيادة الدول،تشكل ملامح التحرك في المرحلة المقبلة وتدعو الجميع للعمل المشترك من أجل إبعاد المنطقة عن شبح الحرب ومهددات الاستقرار وتقوية الصوت الداعي إلى حل الدولتين، الذي بدونه، لن تنعم المنطقة بالاستقرار.
هذه الرؤية العملية الواقعية وروح التقارب، التي بدت في كلمات ممثلي المجموعة العربية والإسلامية والإفريقية، تعطي الأمل في إمكانية الخروج من حال الحيرة والتشتت وضعف التأثير إلى مرحلة توحيد الجهود واستخدام الإمكانيات المتاحة، لمواجهة ما تسعى إسرائيل إلى فرضه على الفلسطينيين ودول المنطقة بدعم من الدولة الكبرى.
وتأتي القمة في توقيت جيد إذ يمكن لأعضائها، خلال الأسابيع المقبلة، بلورة موقف عملي تتعامل بموجبه من الإدارة الأمريكية الجديدة من العام المقبل.
ومن العقل والمنطق أن يدرك المتابع والمهتم أن ما تدعو إليه القمة لا يخرج عن قرارات الأمم المتحدة الصادرة بحق الفلسطينيين وقضيتهم العادلة وما أقرته المبادرة العربية، التي باتت الإطار المتفق عليه عربيًا وفلسطينيًا .
حفظ الله المملكة المباركة