يعد كتاب “ذكريات من حياتي” للمفكر والعالم المصري عبد العظيم أنيس، رحلة أدبية وسيرة ذاتية تأخذ القارئ في جولة عبر محطات حياة رجل نذر حياته للنضال والدفاع عن الفقراء والمظلومين وعن استقلال مصر وحقها في حياة كريمة.
بأسلوب أدبي سلس، يقدم أنيس في هذا الكتاب مذكرات من حياته النضالية التي استمرت لأكثر من ثمانين عامًا، ممتلئة بالتحديات والصعوبات، ومفعمة بالتأملات في مراحل حياته المتنوعة، بدءًا من نشأته في حي الأزهر بالقاهرة، وصولاً إلى تجربته كأستاذ جامعي.
تغطي هذه الذكريات جانبًا من حياة أنيس الشخصية، وتفاصيل تعليمه واهتماماته السياسية، كما تتناول تحوله من أكاديمي متخصص في الرياضيات إلى ناشط وصحفي، وكيف أثرت أفكاره ومواقفه السياسية على مسيرته، خاصةً بسبب انتمائه إلى الفكر اليساري الذي لم يكن على وفاق مع السلطة.
وقدمت المذكرات أسماءً لشخصيات بارزة عاصرها أنيس، تركت بصمات واضحة على تكوينه الثقافي والسياسي.
عن حياة عبد العظيم أنيس
وُلد أنيس عام 1923 في حي الأزهر بالقاهرة لأسرة من الحرفيين، وبدأ تعليمه في أحد كتاتيب الحي، ثم أكمل دراسته في حي العباسية، حيث انتقلت عائلته. درس الرياضيات في جامعة القاهرة وتخرج منها عام 1944، ليبدأ بعدها مسيرته الأكاديمية كمعيد في جامعة الإسكندرية. وبعد حصوله على الدكتوراه في الإحصاء الرياضي من الكلية الملكية بلندن عام 1952، عاد إلى مصر، لكنه فوجئ بفصله من جامعة القاهرة بسبب نشاطه السياسي، وهو ما دفعه للاتجاه إلى العمل الصحفي.
خلال دراسته في بريطانيا، اطلع أنيس على الأدب الإنجليزي، مما أثرى خلفيته الثقافية وأثّر على تكوينه الفكري، وبدأ ينشر مقالات سياسية وأدبية في الصحف المصرية مثل “المساء” و”روزاليوسف”، وشارك في عدة أحزاب يسارية وظل نشطًا بالرغم من الاعتقالات المتكررة، ليظل متمسكًا بمبادئه حتى وفاته في عام 2009.
إسهامات أنيس العلمية والثقافية
إلى جانب مساهماته في الرياضيات، كتب أنيس العديد من الكتب ذات الطابع النقدي اليساري، مثل “التعليم في زمن الانفتاح”، و”بنوك وباشوات”، و”التعليم وتحديات الهوية القومية”، ليعبر بذلك عن رؤيته النقدية للمجتمع والسياسة والاقتصاد، ويؤكد انحيازه للطبقات الفقيرة والمظلومة.
