الحياة الدنيا مدرسة كبيرة لا أسوار لها من حجر، ولا تعطي دروسها بدون آجر، مديرها الزمن، وأستاذها القدر، وتلاميذها وخريجيها نحن بني البشر، دروسها التجارب، والمواقف والعبر، ومن خلالها نتعرف على الكثير من أنواع الناس والبشر، منهم من يضع بصمة جميلة على قلوبنا، ومنهم من قد غدر، وحصاد هذه المواقف والتجارب والعبر، هي التي تكون شخصيتنا وتبنيها بشكل أفضل مع تقدمنا في العمر.
وكما يقال: “نقابل فيها شخوص وأشكال؛ ونًفنى جميعاً والمهيمن باقِ”.
دروسها ليست بالمجان؛ وهنا أقتبس قول الأديب والكاتب المصري الكبير الحاصل على جائزة نوبل في الأدب الأستاذ ” نجيب محفوظ”: ” إن الحياة الدنيا لا تُعطي دروساً مجانية لأحد؛ فحين أقول، علّمتني الحياة، تأكدوا تماماً أنني دفعت الثمن غالياً”.
إن الدنيا دوارة، لا تدوم لأحد، وصدق الشاعر أبي الطيب المتنبي حين قال:
إذا ما الدهر جر على أناس…حوادثه أناخ بآخرينا
وقُل للشامتين بنا أفيقوا…سيلقى الشامتون كما لقينا
يمكن أن تملك من الدنيا ما شئت، لكنك بتأكيد ستخرج منها كما جئت؛ والأهم من ذلك كله يجب على الواحد منا أن يعلم بأن الأمور كلها بيد الله سبحانه يصرفها كيف يشاء، وأن ما أصابك من خير، أو شر نقمة، لم يكن ليخطئك، ويجاوزك إلى غيرك، وهذا هو القدر، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، فهل يخطئ القدر!!