تواصل المملكة العربية السعودية جهودها المستمرة في خدمة الإنسانية، والتي تنوعت عبر عهود ملوكها منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-. وتتجلى خدمة المملكة للإنسانية في دعمها لمسيرة السلام والاستقرار في العالم من خلال سياستها الحكيمة العادلة القائمة على التسامح والتعايش مع مختلف الثقافات والشعوب.
إن رؤية المملكة للسلام تُعبر عن نفسها من خلال خطوات ومبادرات عديدة ومتنوعة تثبت أن المملكة راعية للسلام العالمي في ظل التحديات الراهنة. واليوم، نرى في ظل العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية المحتلة أن السعودية تقف مع الفلسطينيين ماديًا ومعنويًا، وتاريخها شاهد على هذا الدعم الذي لا يمكن حصره.
إذا كانت فلسطين تعتبر أن لها الحق الشرعي في الدفاع عن نفسها وتقرير مصيرها والسعي إلى إعلان دولتها على ترابها الوطني والقدس الشرقية عاصمة لها، فإن هذا أيضًا هو الموقف السعودي منذ بداية الأزمة الفلسطينية وحتى اليوم. وقد عانى الشعب الفلسطيني خلال العام الماضي من دمار شامل وتهجير قسري، بينما يقف المجتمع الدولي عاجزًا عن إدانة تلك الانتهاكات الجسيمة.
وفي ضوء هذه الأوضاع، دعا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى عقد قمة عربية إسلامية طارئة في الرياض لتوحيد الموقف وإدانة الجرائم الإسرائيلية المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني الشقيق. هي قمة يترقب العالم نتائجها الإيجابية في تحقيق السلام الشامل والمستدام.
ومما يعزز أهمية هذه القمة أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- يقودها ويوجهها نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود. فهو السياسي المحنك ذو الخبرة الواسعة والمتميزة، وصاحب رؤية 2030 للمملكة العربية السعودية، وحامل لواء الإصلاح ومحاربة الفساد قولًا وعملًا.
وفي كلمته أمام الملوك والرؤساء في افتتاح القمة، أكد سموه على أنه آن الأوان للتحرك معًا لدعم القضية الفلسطينية وإدانة الجرائم الإسرائيلية التي شملت هدم البيوت وإزهاق الأرواح وتهجير الفلسطينيين.
ونرى جميعًا أن سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- يحقق إنجازات عظيمة على المستويات العالمية والعربية والإسلامية، وأهمها دعم القضية الفلسطينية. وقد استطاعت المملكة أن توضح موقفها الثابت تجاه القضية الفلسطينية، رغم محاولات البعض تشويه سمعتها، وستظل السعودية في خدمة القضايا العادلة.
هنيئًا لخادم الحرمين الشريفين على هذه الدعوة المباركة التي وجهت للعالم للحضور إلى الرياض لعقد قمة عربية إسلامية طارئة لحل القضية الفلسطينية، ودعواتنا بالتوفيق والسداد لسمو ولي العهد.
• إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بمدينة درانسي، شمال باريس في فرنسا