شهدت دار الأوبرا المصرية بالقاهرة تظاهرة ثقافية كبرى في مساء يوم الثلاثاء الماضي حيث أقيم حفل توقيع الأعمال الكاملة للشاعر الأديب السعودي الدكتورعبدالله بن محمد باشراحيل وبحضور لفيف من أدباء ومثقفي ومفكري مصر والدول العربية.
وقد جاءت الأعمال الكاملة في سبع مجلدات تضم خمسة وثلاثين جزءا بين الشعر والنثر والمقالات التي بث فيها العديد من رؤاه النقدية ووثباته الفكرية العميقة.
و تتزامن هذه التظاهرة الثقافية المهمة مع اختيار القاهرة عاصمة الثقافة العربية.)
ولعل القصيدة التي ألقاها عاشق مصر الدكتور عبدالله باشراحيل في معشوقته مصر والتي رحبت به بشعار
( مصر ترحب بالشاعر الكندي حفيد امرؤ القيس)
والتي استهلّها بمطلع ساحر مؤثر، تفاعل معه الحضور:
وعشقتها قبل ترتيل الكلام
عشقتها عشقاً تجلل بالهيام
وقد جاءت القصيدة كوثيقة تاريخية أودع فيها الشاعر الدكتور عبدالله باشراحيل خبرته الإبداعية في بناءها، وتجد فيها ذلك العمق الفكري الفلسفي الذي يحاول من خلاله استنهاض الهمة العربية تحقيقا للحلم العربي متخذا الحوار بين الشاعر نفسه ومعشوقته مصر، تتلمس ذلك الاستنهاض في مناداته للمعشوقة (يا مصر)، متكئا على بيان دورها الإقليمي وإرثها التاريخي في إعادة هيبة الهوية العربية والإسلامية إلى ماكانت عليه وما تتمناه شعوب العالم أجمع في حياة إنسانية كريمة ،نسلها من أدم وحواء.
ليختم بالسلام هذه القصيدة الرائعة
يا مصر حبك في الفؤاد يظل
أغلى بعد مكة في المقام
فعليك يا مصر السلام
وعلى بني مصر السلام
ووفاء وامتناناً من الشاعر إلى والديه الشيخ محمد صالح باشراحيل والشيخة مصباح بنت عبدالواحد زقزوق -رحمهما الله- ولأهل مصر الحبيبة فقد أعلن الدكتور الدكتور عبدالله باشراحيل إطلاق جائزة باشراحيل الأدبية باسم جائزة الشيخ محمد صالح باشراحيل الكندي رحمه الله للإبداع الأدبي وفروعها خمسة هي:
الشعر الفصيح وشعر العامية والرواية والقصة القصيرة والدراسات النقدية في الشعر والقصة والرواية
وهذه الجائزة سوف تحدث حراكاً إيجابيا في تحفيز الإبداع الأدبي وتشجيع الأدباء والكتاب على نشر وتقديم أعمالهم الإبداعية التي تسهم في تعزيز دور الثقافة التنموي وإثراء المكتبة العربية .
وفي الندوة التي أقيمت على هامش المناسبة أجمع المتحدثون على دور المنتج الثقافي للشاعر كما أشادوا بتجربته الإبداعية والتي أصبحت تدرّس في الجامعات وميادين التعليم، وعلى ضفافها قامت العديد من الرسائل العلمية في الماجستير والدكتوراة.
لا شك أن الاحتفاء بهذا الرمز الشعري السعودي العربي يعد رافدا من روافد عناية أهل العلم برموزهم الثقافية، كيف لا وقد قدم هذا المبدع البار بلغته وهويته الكثير من خلال منجزه الثقافي، وأيضا جهوده الثقافية الأخرى من مثل منتداه الثقافي، والجوائز الأدبية والثقافية التي تبناها، وكذلك تكريمه للعلماء والأدباء بالإضافة إلى طباعة الكتب ونشرها تشجيعا للمعرفة ورفدا للمكتبة العربية بالنافع والمفيد.
إن شخصية الدكتور عبدالله باشراحيل لها حضورها المتألق فقد أكسبته محبة الناس وتقديرهم لشخصه جانبا من ذلك التألق وقد بادلهم الحب بالحب.