عام

المبدعون سَبَروا الأعماق

يتوهم الكثيرون بأن الفن الروائي هو فنُّ التسلية أما الحقيقة فهي أن هذا الفن العظيم هو عند كبار المبدعين من أمثال دويستوفيسكي وديكنز وبلزاك وجوزيف كونراد وغيرهم هو غوصٌ في أعماق الطبيعة البشرية لذلك يؤكد كبار الفلاسفة والعلماء على أنهم قد استفادوا من قراءة الأعمال الإبداعية أكثر مما استفادوا من نتائج البحوث العلمية …..

يقول تشومسكي:
((إننا نستطيع على الدوام أن نتعلم عن حياة الإنسان وشخصيته من الروايات أكثر مما مما نتعلمه عنها من علم النفس فليست القدرة على صياغة العلم إلا مظهرًا واحدًا من إعدادنا العقلي))
ليس هذا فقط بل إن فرويد نفسه يقول:
((الأدب يتجاوز الطب النفساني لقد سبق الروائيُّ دائما رجلَ العلم وبخاصة عالِم النفس العلمي)).

ويقول فرويد:
((الروائيون يعرفون كثيرا من الأشياء ما تزال حكمتنا التعليمية غير قادرة على الحلم بها؛ فهم في معرفة النفس البشرية أساتذتنا لأنهم يعبُّون من ينابيع لم نجعلها بعد قابلة للادراك))
ويقول تودورف:
((إن قراءة رواية عظيمة قد تكون أكثر إضاءة لسبر خبايا السلوك البشري من قراءة دراسة سوسيولوجية)).

وتوجد نصوصٌ أخرى لكبار الفلاسفة والعلماء كلها تلتقي لتأكيد الأهمية المعرفية للفن الروائي الرفيع فلابد أن تدرك الأجيال هذه الأهمية المعرفية للروايات العظيمة لكن المعضل أن هذه الأهمية العظيمة للفن الروائي قد دفعت غير الأكفاء لمحاولة الإسهام في هذا الفن الدقيق والعميق فالفن الروائي هو الفن الذي يُغْري بالانتهاك فيظن الكثيرون أنهم يملكون المواهب اللازمة للإبداع فيه حيث تغيب عن البعض حقيقة أن الروايات العظيمة كانت نتاج مواهب استثنائية ولكن لأن الرواية تحكي حياة الناس فإن البعض يتوهم أن السر في الحكاية ويجهل بأن الحكاية ليست سوى وسيلة لسبر الأعماق.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button