همس الحقيقة
ليس غريبًا أن يتعرض رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، الأستاذ ياسر المسحل، لهذه الحملة الشرسة التي تطالب بإقالته أو استقالته مع أعضاء مجلس إدارته.
هذه المطالبة ليست وليدة هزيمة منتخبنا الوطني أمام المنتخب الإندونيسي، وإن كانت مسبباتها الظاهرة تصب في مصلحة الكرة السعودية، إلا أن في باطنها خلفيات أدت إلى نشوء هذه الفجوة الكبيرة بينه وبين بعض منسوبي الإعلام الرياضي. في الحقيقة، هو نفسه من تسبب في تأجيج سوء هذه العلاقة، واليوم يدفع ثمنها غاليًا. لذا، ومن باب الصراحة والصدق مع “أبو سلمان”، سأستعرض في هذا المقال رؤية مبنية على حقائق دقيقة ومفصلة على النحو التالي:
• عندما نعود بالزمن إلى بداية ظهور اسم ياسر المسحل في المشهد الرياضي، نجد أنه كان يتميز في جميع المناصب التي تقلدها محليًا وقاريًا ودوليًا بروح رياضية عالية وسلوك ديمقراطي في التعامل مع وسائل الإعلام. كان يتقبل النقد مهما بلغت قسوته وحدته، وأقام علاقات جيدة مع معظم المعنيين بالكلمة المقروءة والمرئية والمسموعة. هذا القرب من الإعلاميين، وحسن تعامله معهم، ساهم في تكوين سمعة حسنة عنه، مما جعله يتمتع بشعبية وثقة كبيرة.
هذا الدعم الإعلامي لعب دورًا كبيرًا في تعزيز فرصه عند ترشحه لرئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم، حيث أصبح اسمه واجهة مشرفة، ليستثمر هذه الفرصة التي كان يخطط لها وبتمنى بلوغها بترشيح نفسه لرئاسة الاتحاد ليتحقق ما بريد. بعد أن وجد دعمًا من الإعلاميين الذين رأوا فيه قيادة قادرة على تحقيق النجاح بفضل خبراته المتراكمة.
• حالة الود والصفاء وسنوات العسل التي جمعت بين ياسر المسحل والإعلام المحب والمناصر انتهت تمامًا بعد أشهر قليلة من انتخابه رئيسًا للاتحاد السعودي لكرة القدم. لم يعد المسحل ذلك المسؤول الودود، صاحب رحابة الصدر التي تتقبل النقد مهما كانت قسوته.
بل على العكس، أصبح موقفه تجاه الإعلام “عدائيًا”، مستخدمًا سلاح “القانون” لمحاكمة الكلمة، وهو سلاح لم يقتصر استخدامه عليه فقط، بل امتدت عدواه إلى اللجان التابعة لاتحاد كرة القدم. بهذا السلاح، أعلن المسحل الحرب على الإعلاميين الذين كانوا يومًا داعمين له، متناسيًا حسناتهم ووقوفهم إلى جانبه في مسيرته الرياضية، حتى وإن أخطأوا أحيانًا وتجاوزوا الخطوط الحمراء في نقدهم لشخصه أو عمله.
وللحديث بقية غدًا بإذن الله.