يُعد التلوث الضوضائي عمومًا أي نوع من الضوضاء المزعجة أو الصاخبة التي تُعرف بالتلوث السمعي أو (الضجيج)، والتي تعطل أحيانًا حياة الأفراد أو تؤثر على راحتهم. إذ أن الآثار الصحية للضوضاء أو التلوث الضوضائي قد تكون لها عواقب خطيرة، خاصة عند التعرض المنتظم لمستويات مرتفعة من الضجيج. فعلى سبيل المثال، يمكن أن تتسبب الضوضاء في مكان العمل وغيرها من البيئات في فقدان السمع -لا قدر الله- أو ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وعدم الراحة واضطرابات النوم. وترتبط أيضًا التغيرات في الجهاز المناعي لدى الإنسان بالتعرض المستمر للضوضاء.
تأثير الضوضاء على الصحة
التأثير التراكمي للضوضاء يشكل سببًا كافيًا لضعف السمع لدى نسبة كبيرة من سكان البلدان المتقدمة، خاصة الذين يعيشون بالقرب من مصادر الضجيج مثل المطارات. ومن المعروف أن التعرض المستمر للضوضاء يؤدي إلى طنين في الأذن، وانقباض الأوعية الدموية، وغير ذلك من التأثيرات القلبية. بالإضافة إلى ذلك، فإن مستويات الضوضاء المرتفعة تزيد من التوتر لدى الإنسان، وترفع معدلات الحوادث أحيانًا في أماكن العمل. كما أنها تثير العدائية وأنماط السلوكيات الحادة في المجتمع.
من أهم أسباب الضوضاء وأكثرها تأثيرًا:
• ضوضاء الحافلات والطائرات والقطارات.
• التعرض لفترات طويلة للموسيقى الصاخبة.
• الضوضاء الناتجة عن العمليات الصناعية.
قياس الضوضاء وتأثيرها
يمكن قياس الضوضاء بطرق فيزيائية، ويتم التعبير عنها بوحدة الديسيبل (dB). التعرض المستمر أو المتكرر لأصوات بقوة 85 ديسيبل أو أكثر قد يؤدي إلى فقدان السمع في حال استمرار الضجيج. كلما كان الصوت أعلى، قل الوقت الذي يستغرقه الشخص ليصبح معرضًا لخطر الصمم الناجم عن الضوضاء.
• أمثلة على مستويات الضوضاء:
• صوت الثلاجة: 45 ديسيبل.
• المحادثة العادية: 60 ديسيبل.
• ضوضاء الازدحام المروري: 85 ديسيبل.
• صوت الدراجات النارية: 95 ديسيبل.
دراسات حول تأثير الضوضاء
وفقًا لتقرير منشور مؤخرًا لدراسة في آفاق الصحة العامة والصحة البيئية بواسطة (Global Environment Outlook)، فإن التعرض الطويل للضوضاء قد يكون مسؤولًا عن حوالي 3% من حالات الوفاة بأمراض القلب التاجية، أو ما يعادل 210,000 حالة وفاة في أوروبا سنويًا. أحد العوامل المؤثرة هو ارتفاع معدلات الأدرينالين، التي قد تؤدي مع مرور الوقت إلى ارتفاع ضغط الدم، السكتة الدماغية، وفشل القلب.
النساء والتعرض للضوضاء
أظهرت الأبحاث أن النساء أكثر حساسية للتلوث الضوضائي، ويزيد التعرض المزمن لديهم من خطر الوفيات بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 80%. كما يؤدي التعرض المزمن إلى مشكلات صحية أخرى، مثل فقدان السمع، انخفاض الإنتاجية، اضطرابات النوم، وضعف التعلم.
التلوث الضوضائي والهوائي
الأفراد الذين يعيشون بالقرب من الطرق المزدحمة، المطارات، أو المناطق الصناعية يتعرضون لخطر مزدوج يتمثل في التلوث الضوضائي والهوائي. أظهرت دراسة ألمانية على أكثر من 4200 شخص أن:
• التلوث الضوضائي يزيد بمعدل 8% من أخطار الإصابة بأمراض القلب.
• التلوث الهوائي يزيد الأخطار بمعدل 20%.
لذلك، من الضروري أخذ كلا النوعين من التلوث بعين الاعتبار عند التفكير في حماية صحة القلب، بدلاً من التركيز على نوع واحد فقط.
مصادر الضوضاء في المطارات
تُعد المطارات من أكثر الأماكن صخبًا بسبب:
1. إقلاع وهبوط الطائرات: تعتبر من أبرز مصادر الضجيج وتصل مستويات الصوت أحيانًا إلى أكثر من 100 ديسيبل.
2. العمليات الأرضية: مثل تشغيل المحركات، وتحرك الطائرات على المدرجات.
3. نشاط الركاب: يشمل صخب الركاب، الإعلانات المستمرة للرحلات، والأنشطة الأخرى داخل المطارات.
حلول مقترحة
لتقليل الضوضاء داخل المطارات، يمكن الاستفادة من:
• استبدال الإعلانات الصوتية المستمرة برسائل قصيرة يتم إرسالها للركاب.
• تحسين بنية المطارات باستخدام تقنيات العزل الصوتي لتخفيف تأثير الضوضاء على الركاب والعاملين.
@ALDrSalman