المقالات

كف يد طبيب “المواء”!

في مقطع فيديو منشور على منصة (تيك توك) لطبيب تقويم الأسنان البريطاني “مايك ميو” قبل عدة أعوام؛ الذي حصد مشاهدات تفوق الـ 2 مليار مشاهدة، قام الطبيب المذكور بشرح طريقة غير تقليدية لـ “تصحيح” الجزء السفلي للوجه؛ ذلك بهدف ابراز الفك السفلي وتصحيح الفك العلوي وعلاج آلام الفك والشخير وغيرها، سمّاها بالمواء أو (Mewing)، وهي عبارة عن تمارين يقوم فيها الفرد بتحريك اللسان ووضعه على سقف الحلق والتنفس عن طريق الأنف وغيرها من التوصيات التي ذكرها الطبيب.
تسبب هذا الفيديو منذ ذلك الوقت بجدل علمي وطبي لهذه الممارسة غير التقليدية؛ التي لا يوجد لها أساس علمي بتاتاً، وبالرغم من ذلك طبقها العديد من الأفراد بهدف حصد النتائج المزعومة، خاصةً بين فئة صغار السن والمراهقين، وهنا يكمن الخطر.
يذكر أنه في مطلع الشهر الحالي نوفمبر ٢٠٢٤م، أصدر مجلس طب الأسنان العام البريطاني؛ الجهة الرقابية في مجال طب الأسنان ببريطانيا، قراره بكف يد الطبيب المذكور لكون المجلس رأى في جلسته التأديبية؛ التي عقدت بعد قيام الدكتور آنف الذكر بعلاج اثنان من مرضاه متسبباً بأضرار جسيمه لهم، بأن الطبيب “ميو” يمثل “خطراً على سلامة العامة”، كما قام المجلس بسحب ترخيص مزاولته للمهنة وشطبه من سجلاته بشكل نهائي.
كما أشارت دراسة منشورة العام الماضي إلى مريض تسببت التمارين التي أوصى بها “ميو” إلى نشوء ورم حميد في أسفل منطقة الذقن لديه، بجانب تشوهات في عدد من الأجزاء في منطقة الفكين والأنسجة المحيطة بهما عند المريض.
وتمتلئ مواقع التواصل الاجتماعي بالعديد من المنشورات التي توصي بالتمارين من قبل بعض مجربيها؛ مزودة بصور لما قبل وبعد التمارين، بهدف تدليل فوائدها وإبراز نتائجها، إلا أنه في مقياس العمل الطبي البحثي والوزن الدليلي لا يمكن الاستدلال بنتائج إلا تحت سقف البحث الإكلينيكي العلمي؛ الذي يضع عوامل ومؤثرات عديدة في عين الاعتبار قبل الأخذ بنتائج أي علاجات وتعميمها كأحد وسائل التطبيب. وإن مجازاً كان لهذه التمارين أي منافع فغالباً سترى على مدى سنوات وليس شهور وأسابيع معدودة كما يزعم ناشري هذه الدلائل أو الطبيب المشطوب “ميو”.
عليه وفي غياب دراسات علمية اكلينيكية مفنّدة تشرح فعالية هذه التمارين وجدواها، ينصح أولاً باستشارة طبيب التقويم أو طبيب آلام الوجه والفكين عند الحاجة لتصحيح مشاكل الفكين أو آلامهما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى