المقالات

التجارة أخلاق والبيع والشراء تنافس شريف

استحضرت قصة رواها لي والدي -رحمه الله- عندما كنت صغيرًا، حيث قال إن تجار جدة في الماضي، إن لم يكن كلهم فأغلبهم، إذا استفتح أحدهم، أي باع لأول زبون أتى إليه صباحًا، كان يبلغ الزبون الثاني أن يذهب لجاره ليشتري منه إن لم يستفتح (أي لم يبع بعد). كانوا يتمتعون بالطيبة وحب الخير للآخرين كما يحبونه لأنفسهم، تطبيقًا لحديث سيد الأنام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: “والله لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.”

تلك كانت أيامًا قد خلت، أما الآن، فالتنافس بين التجار أصبح في أشد حالاته، حيث يسعى كل منهم للاستحواذ على السوق بأكبر قدر ممكن من المبيعات لنفسه أو لشركته. تجد اليوم الدعاية والإعلانات والمسابقات والهدايا تُستخدم لجذب الزبائن والمشترين، بهدف السيطرة على السوق بالكامل.

ويمكن قياس ذلك في كل المجالات الأخرى، حيث أصبح التنافس لا يمت للأخلاق بصلة، إلا من قلة قليلة أكرمها الله بالإحسان والتعامل وفق الأخلاق الإسلامية الفاضلة.
هذه الأخلاق التي رغّبنا فيها الشرع الحنيف هي السبيل لانتعاش الاقتصاد وتحقيق الفائدة للجميع، سواء كانوا أفرادًا، وجماعات، أو مجتمعات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى