المقالات

أبوبكر سالم حنجرة الخلود

يستطيل صوته الدافئ بطول الجغرافيا الممتدة بين السعودية واليمن بين يا بلادي وأمي اليمن متنقلاً نحو كل عواصم الدول العربية !
أبو بكر السلام والغناء والشعر واللحن هو مملكة الفن العربي الأصيل، وهو أصل الأغنية الصنعانية وأبجديات شارع الستين الفنية ..

هو الدان الحضرمي المولود في أوتار العود العدني الساحلي وهو وجه تريم الفاتنة المدينة اليمنية التي أعلنت بميلاده ميلاد مدرسة فنية استثنائية في كل شيء !

هو المقام التاسع والمدرسة الفنية الكبرى التي كانت شاهدة عصر على نهضة الأغنية السعودية مع محافظته على هوية الأغنية اليمنية التي تسكنه ويسكنها وإن أسره بريق التجديد الفني في قوالب الأغنية العربية عامة والسعودية خاصة !

هو حنجرة الغناء العربي التي عبرت كل الحدود عذوبةً وإبداعاً فرحاً يسكن أوطان الوجع هو مسرح الرياض ووسام عدن وكويت فبراير ومنامة الفن هو أغنية أبو ظبي وسلطنة الفن العُمانية ويوبيل لبنان الذهبي وأوسكار القاهرة وأسطوانة أثنيا الذهبية ..
هو وطن الأغنية العربية فمثله لا يحتاج لتذكرة عبور أو جواز سفـر !

هو ” فنان القرن ” كما أطلقت عليه جامعة الدول العربية عام 2002 وهو الفاصلة الغنائية بين طبقات الموسيقى الباذخة دون انقطاع في درجات السلالم الغنائية كي تستمر تلك الدفقة الحانية في الصعود عالياً كي توازي قامته الشامخة على مسرح لا يؤمن إلا بسلطنة أبي الغناء الخليجي والعربي ولا ضير إن قلت بأنه الفنان العالمي الوحيد الذي حصد جائزة أفضل صوت في العالم من اليونيسكو ..أبو أصيل أصيل كريم في كل شيء حتى في دموعه وهو يستعيد ذكرياته الأولى في مدينته تريم اليمنية في حضرة الفنان الكبير كرامة مرسال ” يا ريم اليمن “وفي دموعه الأخيرة في حضرة الوطن الكبير، في يوم الوطن العظيم وكأنها الأغنية الخالدة في ذاكرة السعوديين ميلاداً ورحيلا :
” يا بلادي واصلي ”
كثيرة إسقاطاته النفسية وتنهيداته المتواصلة وهي تناجي المغتربين :
باشل حبك معي بالقيه زادي
ومرافقي في السفـر ..
هو السفر الحائر في سؤال المعنى لمه ؟
والتوسل في حضرة الليل الطويل وما زال قلبه ينفث في كل الطرق المؤدية إلى صنعاء .. صنعاء أحبه ربي صنعاء !

يفتّش في نهاره المجروح المسكين فقد بات ساجي الطرف على ذات الدروب المغلقة !
أبو أصيل الورد المحلى والليلة التي ظلت لأكثر من نصف قرن مشعة لكل العابرين المتيّمين
بعادك إلا صغير والمتلذذين بنار الشوق في خيار اللحظة السامرة الشاردة بين الموقف الصعب وغدر الليل وشوف لي حل !

فناننا الكبير أبو بكر سالم بالفقيه رحل في عمق أغنيته الرحيل وفي مساريب أحب الفراق قبل ميعاد اللقاء مسافراً قبل فرصة العمر الأخيرة
مطرقاً يا سهران ما حبيت غيرك .

ومضة :
في لحظات احتفاء العالم العربي بالفنان العالمي
أبو بكر سالم بالفقيه يقول عثمان عقيلي :
سجى ليل الأحبة بالظلام
وجاء لنا بآلام جسام
حبيب للفؤاد قضى زمانا
تربع بالجمال وبالهيام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى