يتجه التعليم العام والجامعي وما فوق الجامعي لمن يريد شهادات عليا إلى جانب التعليم المهني وما ينضوي تحت هذا المسمى من خلال الدورات التدريبية وورش العمل إلى التعليم عبر تكنلوجيا الرقمنة الجديدة التي أثبتت جدواها واستيعابها والتي قد تحل مستقبلاً ولو بالتدريج مكان التعليم بالحضور ولو جزئيا لما قد يترتب على هذا من ضرورات تسارع تقنيات العصر عبر بوابات المكتشفين والمخترعين والمطورين للاستفادة من صعود التكنلوجيا إلى مالا يدخل في عقل الإنسان العادي والتي هي من صنع وابتكار الإنسان الباحث الدقيق في غياهب هذا التطور الهائل المتسارع وهانحن اليوم نعيش هذا بدءا من جائحة كورونا التي أغلقت دور التعليم وألزمت الجميع بالتعليم عن بعد بسبب العدوى وإمكانية انتشار المرض من جراء الاختلاط بين الأطفال الأكثر عرضة لنقص المناعة وبين الشباب الذين هم عماد الأمة ولذا استمر هذا التعليم ربما لأربع سنوات لم تستثن دولة عن أخرى بدءا من مصنعي اللقاحات وانتهاء بمن أسكنها في جسده لأكثر من مرة تفاديا لسكون المرض في أجساد البشر وهذا لم يقتصر على التعليم بل طال المصالح العامة بالذات الرسمية وأصبحت كل دولة تبحث وتركض خلف تقنيات العصر لتأخذ بآخر مستجدات التقنية والرقمنة ولعل السعودية وهي الحائزة على أحد المراكز الثلاثة المتقدمة في الحكومة الإلكترونية خير مثال لنجاحها وتقدمها عالميا في هذا المجال وكما هي مصر اليوم التي تسعى حثيثا في اللحاق بالركب لتضع هذا في دوائر الحسبان لخدمة المواطن والسائح والمقيم .
ما دعاني للكتابة عن هذا الموضوع ما سيقام في مدينة الغردقة المصرية من فعاليات عبر المؤتمر الدولي الأول للتعليم وتمكين المستقبل الرقمي IDTC الذي سيحضره من عدة دول متخصصون وخبراء التعليم والتكنلوجيا لبحث أحدث التطورات في عالم التعليم الرقمي ووسائل التمكين الحديثة في هذا المجال وقد تشرفت بالدعوة لحضور هذا المؤتمر الذي سيقام في الفترة من 5-8 ديسبمر القادم برئاسة الدكتورة سمية القاضي رئيس أكاديمية الأمل للتدريب وبرعاية الشيخ عبد الله شبرق الغامدي أحد رواد التعليم الأهلي في السعودية وحضور كبار المسؤولين والأكاديميين وعدد من ممثلي المؤسسات التعليمية الرائدة وبعض الشخصيات المؤثرة في هذا المجال داخل مصر وخارجها حيث يعكس هذا المؤتمر في انفراده وأهدافه أهمية التحول الرقمي العالمي بعرض أحدث الابتكارات إلى جانب تعزيز دور المعلمين والمعلمات ورواد الأعمال في سبيل التكيف مع هذا المستجد وأدوات تنفيذه .
ومن خلال الاطلاع على مفردات هذا المؤتمر برز بعضها مثل التحديات والفرص في الابتكار التعليمي وعلاقة ذلك بتصميم المناهج الرقمية التفاعلية وطرق التدريس والمستقبل الرقمي للتعليم وصولا لأن يكون التعليم الرقمي أداة تمكين وليس مجرد وسيلة تعليم كما ذكر ذلك الدكتور أشرف الليثي نائب مجلس الإدارة أمين المؤتمر وإجماع المعنيين بأن هذا المؤتمر سيكون بمثابة ولادة أفكار وتوصيات من شأنها تطوير التعليم الرقمي في الوطن العربي وما لفت نظري عدد المشاركين من المملكة إلى جانب أهمية الموضوعات التي سوف يتم طرحها في جلسات المؤتمر في الوقت الذي تتربع المملكة عربيا على عرش الرقمنة المؤسساتية التي يسرت وسهلت على سكانها مواطنين ومقيمين سرعة الإنجاز في كل ما يتطلب تنظيم حياتهم اليومية ومن بينها التعليم والتدريب لصالح العمل وصالح الأداء الأمثل وفق الخبرات التراكمية في المجالات التي يتطلبها سوق العمل .
انعطاف قلم :
مما علمت أنه على هامش هذا المؤتمر يتجه المنظمون لعمل برنامج سياحي للمشاركين للاطلاع على المعالم السياحية والتراثية والآثارية في هذه المدينة الحالمة التي تنام وتصحو على ضفاف النيل العظيم وهنا تذكرت نادينا الثقافي الأدبي بالباحة وهو في أوج عطائه عندما كنا ننظم برامج سياحية هادفة ترفيهية على هامش ملتقياتنا للرواية والشعر على مستوى العالم العربي والتي مازالت أصاداءها حتى اليوم من الماء إلى الماء .
0