المقالات

بين حسن الظن وتقليب المواجع

يقول صديقي فلان سكنت في حي توه جديد و ليس بقربنا مسجد. ولكن كان هناك مسجدان يبعدان أحدهما شمال الحي والآخر جنوبه وكنت أذهب الي المسجد الذي في شمال الحي وأصلي فيه بعض الفروض والبعض في البيت. وقابلت ذات مرة في طريقي أبو علي وهو أحد السكان الذي يصلون في المسجد الجنوبي وبعد السلام قال : ليش ما تصلي معنا في مسجدنا وإلا ماهوب زين في نظرك. قلت علي طريقتنا العفوية وبصوت خافت لا يا أخي أي مكان طاهر والحمدلله ماهو كخة. قال: وإذا عندك كحة تري الكحة جايزة في المسجد ولا تبطل الصلاة. قلت: المساجد كلها بركة وأنا أصلي في المسجد الذي أرتاح فيه أعندك مانع قال الظاهر من ردك مالي قبيل.رديت لا قبيل ولا هبيل قال ما سمعتك أرفع صوتك. رديت عندي كحة ونفذت بجلدي. ويكمل صديقي فلان . وأما عن جارنا والذي انا أضعاف عمره وجسمه أضعاف جسمي. فقد كنت أراه بين حين وآخر عند الباب صُدفة أرفع صوتي بالسلام وهو يادوب يرفع يده بدون صوت مع قلبة وجه الي الجهة الأخري التي تزعج أجدع جني من كشرتها. وأنا ما أصدق لما يدير وجهه وأقول بركة يا جامع اللي جات منه ما جات مني وجاك يا مهنا علي ما تمتي . فقد كنت أستثقل دمه.
في يوم من الأيام بدل ما تهدأ الجراح وتنام علي قول عبد الحليم حافظ . أفزعني طرق شديد علي الباب. وقلت الله يستر. وخاصة لو كان من جماعة شلني يا طير يا أبو جناحين. كما أغنية بلفقيه فقد كان عليً تسديد مبلغ لإحدي البنوك وظروفي لم تسمح بالسداد في وقته. وطلبت التأجيل ولكن يحليلهم عندما يكون لهم شئ عندك وأكيد جاء أمر بالتنفيذ والطير بيشلني. وذهبت وأنا ركبي سايبة ولكن لابد من مواجهة الموقف. وفتحت الباب واذا بالطارق جاري ابو دم خفيف. صراحة رغم استثقالي لدمه ولكني فرحت و قلت قضاء أخف من قضاء. المهم بادرني قائلاً: خبرني ابو عليَّ ما دار بينك وينه وأنت وراه مسجدنا ما تصلي فيه. ؟ قلت وراه وإلا قدامه ما تفرق. و إذا رحت للمسجد بدخل من أي جهة تناسبني أنا حر وبصلي في داخل المسجد مثل باقي الخلق . .. رد انت ايش تدمدم في الكلام حقك خلك واضح .رديت لا يكلف الله نفساً إلا وسعها أسمعني ياطيب المسجد الذي تتكلم عنه بعيد عن الثاني بحوالي كيلومتر. قاطعني علي السيارة موب بعيد. وبعدين سمعنا أنك ما تحضر كل الصلوات. وهذا قصور منك. قلت تري بعض الكلام ماله سنع و أنت تبي تجتهد من رايك والا عن فقه وعلم . صمت..فواصلت لكن يا إبني لما يجهز المسجد الذي بجوارنا سنري من يصلي فيه. ثم سألته أنت متزوح قال لا قلت هذه من السنن الضرورية. طيب أنت تعمل قال لا. قلت ومن وين تصرف علي نفسك قال البركة في الوالدة وأخواتي ما يقصرن معي. قلت يا ولدي رح أعمل لمساعدة أخواتك .مهما كان فهن يظلنن أقل قدرة علي الشقاء ومن ثم دبر أمرك وتزوج. وإذا خلص المسجد نتواصل ونلتقي هناك عليً خير .
خلص المسجد ولا شفناه ولم يعمل ولم يدعونا الي زواجه. أنتهي كلام اخي فلان. .
يقول جاري ابو فهد ذات ليلة ونحن نتداول الحديث. هناك الأخيار كثر والحمد لله وهناك من هو ذا الوجهين وبالذات عندما تصادفه في رحلة من رحلاتك فهو طالما في رحلة يحب أن يقطف من كل بستان زهرة. ويعود بالشوك لإهله .يحلا لبعضهم أن يُألفوا عليك الخطيئة. وإن لم تكن من أربابها لأنك عفوي تحب البساطة والنكتة وهذا لا يتعارض من أن تكون أنساناً محافظاً علي صلاتك والواجبات وعمل الخير. بعض هؤلاء لا يهنأله عيش ولا (البيتي فور ) إلا اذا قلًْب عليك المواجع وأظهر إنه ولا غيره أحد الذي لا تشوبه شائبة وأنك من الذين في كل وادي يهيمون مع أنك حتي ذلك الوادي لا تعرفه ولم تسبح فيه ولم يمر عليك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى