كيف يمكن للإنسان أن يعيش تحت ظل البؤس وهو لا يزال ينبض بالحياة؟ وكيف يسيطر على الأعباء التي تثقل كاهله، بينما الألم يغزو كيانه ويستنزف قوته؟ إنه صراع داخلي يبدأ حينما يحاول أن يتمالك نفسه ويواجه كل ما يحيط به من صعوبات، ليكتشف أن أول الأسباب تكمن في البيئة التي تحيط به. تأخذنا هذه التساؤلات إلى أعماق معاناة الإنسان مع الظروف القاسية التي تُطفئ أضواء حياته، حتى يغدو يومه وليله متشابهين، بلا فارق يُذكر. ورغم كل شيء، يُكافح ليصبح نسخة أفضل من نفسه، لكنه يجد أن تلك المحاولات تُفقده ذاته التي عرفها يومًا. يرى نفسه يصرخ حينًا ويرفع صوته تارةً، ويشعر بالغربة تجاه هذا الشخص الذي بات عليه، وكأن ملامح شخصيته انصهرت في بوتقة التوتر والغضب. الحياة قد تضع الإنسان في بيئة تجرده من هدوئه وسلامه، محيط يغيره أو يدفعه نحو عالم مليء بالمشاحنات والتوتر. وقد يقف متسائلًا: لماذا أنا هنا؟ وكأن الإجابة الوحيدة تكمن في كونه أسيرًا لهذا القدر المحكوم. الأكثر إيلامًا هو ذلك السعي المستمر للعيش بحرية تامة، كما لو كان طائرًا يحلق بلا قيود. إلا أن الأمر يتوقف في النهاية على الطريقة التي يواجه بها هذه المناورات السلبية، وكيف يمكنه أن يقاوم الاستسلام لأعباء الحياة التي تسلبه طعمها ومعناها. إنها معركة البقاء، لا بمعناها الجسدي، بل النفسي والعاطفي، معركة يظل فيها الإنسان يبحث عن ذاته وسط الفوضى، ويحاول أن يستعيد ملامحه الضائعة بين شظايا الألم والخذلان.
قلم/ سارة بنت تركي المطيري.
1
مبدعة دائما استاذة سارة ، ما يحتاج اليه الانسان هو
” التقبل” لما يشعر به دون مقاومة ودون محاولة تفسير لتلك المشاعر يعيشها كما هي امام نفسه والاخرين .
” الالتزام ” بتعديل وضعه وعدم تأثير مشاعره على علاقاته من خلال تفعيل مبدأ الاحترام و التقدير مهما كانت الظروف
و التعايش مع ما يستحيل تغيره و من ابسط حقوقه طلب المساعدة من المتخصصين والاخرين .
#التقبل_و_الالتزام