كشف الصحفي الاستقصائي حسين الغاوي عن تفاصيل مثيرة حول الساعات الأخيرة لاجتماع وزراء خارجية عرب وممثلي مسار أستانا (تركيا، إيران، روسيا) الذي عُقد في الدوحة، حيث تركز النقاش على مستقبل الأزمة السورية وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254.
الاتصال ببشار الأسد وتنحيه المرفوض
وفقاً للغاوي، تواصل المجتمعون مع الرئيس السوري بشار الأسد، مقترحين أن يظهر في خطاب يعلن فيه تنحيه، إلا أنه رفض بشكل قاطع، وأكد استعداده لتنفيذ القرار 2254 فوراً بدلاً من التنحي.
الاقتراح الروسي بانقلاب شكلي
روسيا اقترحت حلاً يتمثل في “انقلاب شكلي” يقوده رئيس الأركان السوري، لكن الأسد رفض الاقتراح وعبّر عن استيائه من موقف روسيا، متهماً إياها بالتخلي عنه في وقت حرج.
تساؤلات الأسد عن الموقف الإيراني
استفسر الأسد من الجانب الإيراني عن السبب وراء سحب دبلوماسييها وقادتها العسكريين بشكل مفاجئ قبل أربعة أيام، لكنه لم يتلقَّ إجابة واضحة. وأبدى غضبه معلقاً: “أنتم كنتم تتاجرون بسوريا.”
تأجيل اجتماع الوزراء العرب
كما استفسر الأسد عن سبب تأجيل اجتماع الوزراء العرب الذي كان مقرراً لمناقشة الأوضاع في سوريا وإدانة الفصائل، ليأتي الرد من أحد الوزراء العرب قائلاً: “ماطلت وتأخرت كثيراً في تنفيذ وعودك.”
خطاب الأسد المؤجل
أفاد الغاوي بأن الأسد كان يخطط لإصدار بيان من ريف اللاذقية يعلن فيه عدم ترشحه للانتخابات المقبلة، ويتعهد بتنفيذ إصلاحات عاجلة، إلا أن هذا البيان لم يرَ النور.
التعهد بمستقبل السوريين وفق قرار 2254
اختتم الاجتماع بالتأكيد على ضرورة أن يكون مستقبل سوريا بيد السوريين أنفسهم، استناداً إلى قرار مجلس الأمن رقم 2254، الذي يضمن وحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها.
ويرى مراقبون بأن هذه الكواليس تعكس مدى تعقيد المشهد السوري، مع تضارب المصالح الدولية والإقليمية، ومعاندة النظام السوري للتغييرات المقترحة، في وقت تستمر فيه الجهود لتحقيق حل سياسي للأزمة.