مع التقدم الرقمي الذي اجتاح العالم أجمع في كافة المجالات، برزت الصحافة الإلكترونية بشكل سريع وجذاب في معظم دول العالم. هذا الأمر أدى إلى انحسار كبير في دور الصحف الورقية التي كانت تحتل مكانة بارزة لدى الكثيرين من عشاق القراءة والمتابعة.
في بدايات عملي الحكومي، لاحظت نشاطًا لافتًا لبعض الزملاء الصحفيين الذين ينتمون إلى الصحف الإلكترونية، وقد انعكس هذا النشاط في زيادة متابعي هذه الصحف، لما تحمله من أهمية في متابعة الأخبار بشكل مباشر. ساعدها في ذلك سرعة الإجراءات الإعلامية والسبق الصحفي. ومن أبرز الصحف الإلكترونية النشطة في ذلك الوقت صحيفة مكة الإلكترونية، التي تميزت بمتابعة دقيقة لكافة أخبار وأحوال العاصمة المقدسة.
حيث كانت تتواجد في كافة المحافل والمناسبات، مما جعلها داعمًا توعويًا كبيرًا للعمل الأمني بشكل خاص. هذا الدور انعكس إيجابيًا على مستوى العلاقات بين منسوبي الصحيفة وكافة مسؤولي الحكومة. كما ساهمت الصحيفة في إبراز الجوانب الإيجابية للعمل العام، إلى جانب تسليط الضوء على بعض السلبيات التي تمت معالجتها بفضل جهود المسؤولين، مما انعكس على جودة الخدمات المقدمة للصالح العام.
بدأت هذه الصحيفة، حسب ما أذكر، في عام 2009، حيث قامت بتغطيات شاملة للأخبار مع التركيز على القضايا المحلية، خاصة في العاصمة المقدسة. كما أولت الصحيفة اهتمامًا خاصًا بمواسم رمضان والحج، حيث ساعدها في ذلك سهولة الوصول إلى منصتها الإلكترونية وإخراجها الإعلامي المتميز.
يتولى الأستاذ عبدالله الزهراني حاليًا إدارة الصحيفة، وقد أسهم بشكل كبير في تعميق تواصل الصحيفة مع كافة شرائح المجتمع بفضل إمكانياته المهنية العالية وقدرته على التواصل مع جميع فئات المجتمع. قام بتحسين محتوى الصحيفة وتوسيع نطاق تغطيتها لكافة الفعاليات والخدمات بطريقة احترافية ومبتكرة. كما سعى إلى تطوير استراتيجيات الصحيفة لتصل إلى العالمية، خاصة أنها تصدر من مهبط الوحي، مكة المكرمة.
بداياتي مع الصحيفة
في بداية مسيرتي العملية، كانت صحيفة مكة الإلكترونية والأستاذ عبدالله الزهراني خير معين لي ولزملائي في كافة المواقع. ساعدتنا الصحيفة في الوصول إلى جودة الخدمة وحسن التواصل مع الجميع لتلمس المعوقات التي تواجه المستفيد وإيجاد الحلول لها. واليوم، نرى ما وصلت إليه الصحيفة بفضل جهودها ومنسوبيها، مما يجعل دعمها واجبًا علينا جميعًا.
تطلعات مستقبلية
لكي تستمر الصحيفة في القيام بدورها المهم في المشهد الإعلامي السعودي، يجب تعزيز ودعم منصتها الإلكترونية وتطوير تقنياتها الحديثة لسرعة نشر الأخبار بدقة واحترافية. كما أن إنشاء تطبيق خاص بالصحيفة للهواتف الذكية سيسهم في تسهيل الوصول إليها. ومن المهم أيضًا مراجعة خطط التسويق لدعم الصحيفة وتعزيز شراكاتها المحلية والعالمية.
دعم رجال الأعمال
يحسب للأستاذ عبدالله الزهراني جهوده الكبيرة في المحافظة على استمرارية الصحيفة وتطويرها رغم قلة الموارد المادية. لذلك، من الضروري أن يساهم رجال المال والأعمال في العاصمة المقدسة بدعم الصحيفة من خلال الإعلانات المدفوعة أو الدعم المباشر، لما لهذا الدعم من أثر في تطوير المحتوى المحلي والوطني لا سيما وأن الصحيفة تعمل وفق مهنية عالية وموضوعية قل أن تجدها في المواقع الإلكترونية.
دعواتنا لمنسوبي صحيفة مكة الإلكترونية بالتوفيق والسداد، وأن تكون واجهة إعلامية مميزة تتواكب مع مكانة وأهمية مكة المكرمة، خاصة في ظل مواسمها الدينية وما تشهده من تطورات كبيرة بدعم من ولاة الأمر حفظهم الله. وما رؤية 2030 إلا دليل واضح على مستقبل الحج والعمرة وتعزيز جودة الخدمات.
حفظ الله الوطن وسدد خطاه.