هل يشكل استخدام الأطفال وسائل التواصل خطراً على حياتهم!، وإلى أي مدى يمكن للوالدين أن يلتزما بهذا الحظر!، وكيف تعاملت الدول مع هذا التوجه.
ويمكن اجمال الاضرار التي تصيب الأطفال والمراهقين جراء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في أن هذه الوسائط تحمل محتوى غير مناسب ويؤثر سلبياً على نفسية الصغار، كما أنها تحمل كماً هائلاً من التنمر والمضايقات، فضلا عن أنها تسهم في تشتيت التركيز على الدراسة.
كانت أستراليا أول دول العالم اتخاذا لقرار حظر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للمراهقين والأطفال دون سن 16 عامًا، حيث من المتوقع أن يدخل القرار حيز التطبيق على شركات Instagram وX وTikTok خلال الشهر الجاري أي قبل بداية العام 2025، للحفاظ على الصغار وتقليل الضرر الاجتماعي عليهم. وقالت السلطات الأسترالية أن شركات التكنولوجيا العملاقة ستواجه غرامات تصل إلى (32.5 مليون دولار) إذا لم تلتزم بالقواعد.
السلطات التشريعية الأسترالية كانت قد وافقت على القرار نهاية نوفمبر الماضي مدعوماً بأغلبية السكان، وعلى الرغم من ذلك أثار القرار معارضة من فئات محدودة في المجتمع، خاصة جماعات حقوق الطفل التي حذرت من أنه قد يقطع وصول الدعم الحيوي للأطفال خاصة المهاجرين. ويزعم المنتقدون أنه قد يدفع الأطفال أيضًا نحو مناطق أقل تنظيمًا على الإنترنت.
واعتبر مراقبون أن التشريع الجديد هو الأكثر صرامة من نوعه على المستوى استراليا، ويأتي في الوقت الذي تكافح فيه دول أخرى لإيجاد أفضل السبل لتنظيم التكنولوجيا في عالم سريع التطور.
لكن، هل الاستراليين يقفون وحدهم في إقرار مثل هذا القانون؟!. تُظهِر بيانات استطلاع أجرته شركة إبسوس في وقت سابق من هذا العام أن الأستراليين ليسوا وحدهم من يؤيدون الحظر الكامل لوسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال والمراهقين، فهناك 30 بلداً تنتظر الفرصة لتطبيق القرار.
ثلثا المستجيبين للاستبيان في البلدان الثلاثين التي شملها الاستطلاع أكدوا دعمهم لمنع وسائل التواصل عن الأطفال والمراهقين، ففي فرنسا رأى 80% من المستطلعين أن الأطفال دون سن 14 عامًا لا ينبغي السماح لهم باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي سواء داخل المدرسة أو خارجها، فيما رأى 40% فقط من المستطلعين في ألمانيا أيدوا هذا التوجه، بيد أنها الدولة الوحيدة التي لم تؤيد الأغلبية فيها الحظر.
بشكل عام، يدعم 66% من فئة كبار السن قرار الحظر، و53% من جيل الألفية أيدوا توجه حظر وسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال والمراهقين.
من الارشادات العامة التي يرى المختصون ضرورة التنبه لها بحسب عمر الطفل وعلاقته بالوسائط، فمعظم منصات الوسائط تتطلب أن يكون المستخدم فوق 13 سنة، ومن الأفضل أن يتجنب الوسائط، أو أن يستخدمها في ظل إشراف كامل من الكبار، وفي سن 13 إلى 16 عاماً يمكن السماح باستخدام وسائل التواصل مع قيود ورقابة من الأهل للمحتوى والتفاعل وتحديد وقت الاستخدام. أما من سن 16 عامًا فيمكن أن يكون لدى المراهق مزيداً من الحرية، مع ضرورة الاستمرار في الحوار حول الاستخدام المسؤول وإدارة الخصوصية.
0