ضماد الروح ..

(روان)عامٌ مضى وذكركِ باقي، يا طيبة القلب والذكر .
مهما اتصف الإنسان بالقوة ورباطة الجأش، لابد أن تغلبه مشاعره الإنسانية في مواقف الفقد ووداع الأحبة ؛ فمن منا لم يفقد عزيزاً أو يفارق حبيباً، أو يخسر ماله، أو تذهب صحته، هكذا هي الحياة، يقول المولى تبارك وتعالى:( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) {البقرة:155}.
فنحن نعيش ماكتب الله لنا من العمر، ونبتلى، لنصبر فنؤجر.
قبل عام من اليوم وفي ١٤٤٥/٦/١ هـ
أُغلق الباب الذي كان بيني وبين ثمرة الفؤاد( روان)،رحمة الله عليها، فما عاد لي إلا الايمان والتسليم بقضاء الله وقدره، وذكريات أتسلى بها حتى يجمعنا الله في دار الحق، فله الحمد من قبل ومن بعد.
منذ ذلك اليوم و أنا ابحث عن ضماد للروح ، وبلسم للجروح، ووالله ما وجدت أحن على قلبٍ مكلوم، ولا الطف على روحٍ منكسرةٍ، من التعلق برحمة الله والاسترجاع والرضا.
وما بين اليقظة والحُلم كنت أتمنى لو استيقظ فأجدها حقيقة أو أنام لأراها خيالاً ،
فما جبر قلبي وضمد روحي غير ذكر الله والطافه الخفيّة .
نامي يا صغيرتي في كنف رحمن الدنيا والآخرة، نامي نوماً هنيئاً بعيداً عن مخاوف الدنيا ومتاعبها وتقلباتها وأوجاعها، نامي لتستيقظي عروساً في جنة الفردوس الأعلى بإذن الله تعالى.
عامٌ مضى وذكركِ باقي، يا طيبة القلب والذكر ، اللهم ضمد أرواحنا برضاك .