نعم، العالم هنا منذ زمن، وما زال منذ قرون، والمملكة العربية السعودية تحتضنه بكل أشكاله وألوانه وعرقياته. ولكن اليوم سأقول أهلاً وسهلاً ومرحباً بالمزيد من هذا العالم في المملكة العربية السعودية؛ حيث صناعة القرار وتشكيل المستقبل وتحديد التوجهات والسهم الأصوب في كل مجريات الغد.
أهلاً وسهلاً في المملكة العربية السعودية؛ حيث السياسة لها كلمتها الفصل، وفي اقتصاد العالم محركاً أصيلاً، وفي السياحة بوابة العالم نحو العالم، وفي البعد الديني أرض الحرمين.
ليست مبالغة، ولكن المستقبل المشرق يُصنع في الرياض، ومفردات الغد تكتبها رؤية السعودية 2030.
استضافة المملكة العربية السعودية لكأس العالم لكرة القدم حدث يعكس التطور الكبير الذي نشهده في مختلف المجالات، وما كان في ملف الرؤية عام ٢٠١٦ انعكس اليوم بعض منه، وهذا الإعلان جزء دقيق من تحول اقتصادي واجتماعي شامل، وتعزيز لمكانة المملكة كوجهة عالمية رائدة في الرياضة والسياحة والثقافة.
لم تعد استضافة المملكة العربية السعودية لكأس العالم مجرد حدث رياضي عادي، بل تمثل فرصة لإبراز الهوية السعودية، وتعزيز الصورة الحقيقية الإيجابية بطبيعتها للمملكة على المستوى العالمي. وبالتالي تقديم ثقافتنا وتقاليدنا وموروثنا الفكري والتاريخي للعالم بالصورة التي تليق به وتليق بنا، فضلاً عما نتمتع به من تقدم وازدهار وتجاوز لما تسمي نفسها بدول العالم الأول، وأن هناك مكانة جديدة تخطت الأول وجمعت بين التطور والحداثة والقيم ومكانة الإنسان، ولعلها مستويات جديدة يجهلها العالم الأول.
نعم، سيتنوع الاقتصاد السعودي وتنتهي حقبة الاقتصاد النفطي، وتبدأ رحلة تمكين الاستثمار في قطاعات متعددة، ومن بينها الرياضة، ولكن قبل هذا سنأخذ العالم في جولة حقيقية في هذه الأرض وقيمها وموروثها وكرمها وأصالتها، ونعرفهم أكثر عن تاريخ جهلوه وسرد لا يعرفوه. وسنأخذ مكانتنا التي نستحقها كثقافة عربية أصيلة مكتنزة بالفخر مملوءة بالتسامح والحب.
ختاماً، استضافة المملكة العربية السعودية لكأس العالم تُعد خطوة أولية في توحيد الشعوب من خلال الرياضة، وإبراز المصطلح الإنساني كقيمة عالية، وتوجيه الأنظار نحو “الحب” كقاسم مشترك لسكان هذا الكوكب. وهذا دورنا الذي نشطنا فيه وسنستثمر تلك الأحداث لتحقيقه وتمكينه.