طالب سكان مخططات ولي العهد 5 ، 6 ، 7 ، 8 في جنوب مكة المكرمة من الجهات المختصة بالتدخل السريع لمعالجة مشكلة الروائح والأدخنة الضارة الناتجة عن حرق النفايات في المردم التابع لأمانة العاصمة المقدسة، والذي تم إنشاؤه قبل أكثر من 20 عاماً خلف صناعية ومعارض العكيشية، ويقدر مساحته بحوالي 400 في 500 م²، وقد أكد السكان أن هذه الأدخنة تشكل تهديداً لصحتهم وصحة أطفالهم، حيث يتعرضون يومياً لتلوث الهواء الذي يؤدي إلى أمراض الجهاز التنفسي وغيرها من المشكلات البيئية.
وأوضح المواطنون المتأثرون أنهم قد سمعوا عن مشروع المردم الجديد الذي يمتد على مساحة 11 مليوناً م²، لكنه لم ينفذ منذ سنوات عديدة، كما أنهم قدموا عدة شكاوى للجهات المعنية، لكنهم لم يحققوا أي نتائج ملموسة، وقالوا إن المشكلة لا تزال قائمة، بل تفاقمت بسبب عدم وجود حلول جذرية تنهي معاناتهم الناتجة عن حرق النفايات، وأضافوا أن بعض السكان يواجهون تحديات في العيش وسط هذه المخططات، نظراً للتأثيرات البيئية والصحية لهذه الأدخنة، التي قد يؤدي إلى تحول منازلهم إلى أماكن مليئة بالدخان والروائح الكريهة.
وبينوا أن الأدخنة المتصاعدة من المردم تحتوي على مواد ضارة تؤثر سلباً على الجهاز التنفسي، خصوصاً لدى الأطفال وكبار السن، لافتين إلى إمكانية زيادة عدد حالات الربو والحساسية نتيجة انتشار هذه الأدخنة الملوثة في المخططات، وتابعوا أن عملية حرق النفايات مرتين في الأسبوع كافية بمفردها للمساهمة في انتشار الملوثات الخطرة في الهواء داخل المخططات.
«مطالب بنقل المردم القديم»
وأفاد سكان هذه المخططات أن الحل الأمثل يكمن في نقل مردم البلدية إلى منطقة بعيدة عن المناطق السكنية، وتنظيم العمل في المردم لضمان تقليل الانبعاثات الضارة، كما نادوا بإيجاد آليات جديدة وإنشاء وحدات حديثة لمعالجة النفايات بطرق صديقة للبيئة، وشددوا على ضرورة تكاتف الجهات المعنية لحماية السكان من هذه الأدخنة والغازات الضارة قبل حدوث كارثة بيئية وصحية.
«تحذيرات من كارثة مستقبلية»
قال حسن البجالي: إن حرق النفايات في مردم البلدية حتى وإن حدث في أوقات محددة خلال الأسبوع، يمكن أن تسبب الأدخنة الناتجة عن ذلك أضراراً صحية تؤثر على سكان المخططات، مشيراً إلى أن أمانة مكة لم يعد لديها مبرر لاستمرار وجود مردم النفايات في موقعه الحالي بعد اعتماد مخططات ولي العهد، وطالب بسرعة نقل المردم الذي يشكل تهديداً لحياة السكان إلى موقعه الجديد، محذراً من أن بقاءه في موقعه الحالي قد يؤدي إلى كارثة وعواقب سلبية في المستقبل.
«معاناة مستمرة ونزوح السكان»
ولفت وليد الحارثي إلى أنه يعاني مشكلة في التنفس، وقد تفاقمت حالته بسبب هذه المعاناة المستمرة مع الدخان المتصاعد من المردم، وأكد ضرورة التحرك السريع لإلغاء المردم، حيث إن الوضع حالياً أصبح لا يُحتمل، كما قال إن بعض المستأجرين قد غادروا منازلهم بسبب انتشار هذه الأدخنة، وانتقلوا إلى أحياء أخرى بديلة.
«شكاوى متكررة دون حلول»
وكشف فهد المالكي إلى أنهم قدموا شكاوى متعددة بشأن الأدخنة والروائح الناتجة عن مردم البلدية، ولكن لم يتم اتخاذ أي خطوات لحل هذه المشكلة حتى الآن، وأضاف: أن المردم يقع بالقرب من منازلهم، وأن هذه الأدخنة تصل إليهم يومياً.
«تأثيرات سلبية على جودة الحياة»
وأوضح عبدالله الغامدي أن هذه المشكلة قد أثرت بشكل ملحوظ على مستوى جودة الحياة في مخططات ولي العهد الواقعة جنوب مكة، وأكد ضرورة تدخل برنامج جودة الحياة بالتعاون مع أمانة المنطقة لإيجاد حل نهائي، حيث بدأت هذه المشكلة تؤدي إلى مغادرة المستأجرين لمنازلهم، والبحث عن أحياء بعيدة عن مردم البلدية في العكيشية.
«تخوف من الغازات والروائح»
وأعرب أحمد العتيبي عن قلقه الشديد من ارتفاع نسبة الغازات المرتبطة بالأدخنة التي تنبعث من المردم، والتي قد تكون خطيرة على الصحة والبيئة أيضا، حيث لاحظ أنها تتصاعد بشكل متواصل، وقال أيضاً: أن المشكلة لا تتعلق فقط بالأدخنة، بل تشمل أيضًا الروائح الكريهة التي تجعل الحياة في المخططات غير محتملة، مؤكداً على أهمية العيش في بيئة صحية وآمنة، خالية من الأدخنة الضارة والروائح الكريهة.
«الأمانة تعد بحلول قبل نهاية 2025»
من جانبه، أكد المتحدث الرسمي لأمانة العاصمة المقدسة أسامة زيتوني، أن الأمانة تعمل جاهدة على إزالة كل ما يمكن أن يسبب الضرر لسكان مخططات ولي العهد أو للبيئة المحيطة بها، وأضاف: تسعى الأمانة لتجنب الأضرار الناتجة عن النفايات والأدخنة والغازات المنبعثة منها، حيث تقوم حالياً بتوزيع القلابات وتشكيل فرق من العمالة والمعدات للعمل على مدار الساعة لنقل وطمر النفايات.
وكشف زيتوني عن تهيئة مردم جديد يتم العمل على تجهيزه بالتنسيق مع الجهات المختصة، يمتد على مساحة تفوق 8 ملايين م² في جنوب مكة المكرمة بعيداً عن المخططات السكنية، لافتاً إلى أن اختيار موقع المردم الجديد تم بعناية كبيرة حيث يبعد عن المردم القديم بمسافة 15 كلم، وسيُجهز بأحدث المواصفات الصحية والبيئية، حيث سيشمل خلايا هندسية ومحطات فرز للنفايات ومصانع للتدوير، إلى جانب مواقع مخصصة لتدوير مخلفات البناء والهدم ومحطات لإنتاج الطاقة وتحويلها.
كما أوضح أن الأمانة ستبدأ في الانتقال إلى المردم الجديد واستخدامه بمجرد اكتمال تجهيزه، حيث إنه حالياً في مرحلة تصميم البنية التحتية، ومن المتوقع الانتهاء من هذا العمل خلال سنة ميلادية واحدة، أي قبل نهاية عام 2025 بإذن الله. وأضاف أنه بعد الانتقال إلى المردم الجديد، سيلغى المردم الحالي الذي أصبح قريباً من المناطق السكنية.