المقالات

المملكة العربية السعودية.. رائدة العالم الإسلامي وصانعة النجاح في استضافة كأس العالم 2034

يعيش العالم اليوم فرحة عارمة بعد إعلان المملكة العربية السعودية عن نجاحها في الحصول على شرف تنظيم كأس العالم لكرة القدم لعام 2034. هذا الإنجاز التاريخي يعكس مكانة المملكة العالمية ودورها الريادي في مختلف المجالات، إلا أن هذا النجاح لا يمكن فصله عن الدور الأصيل الذي لعبته المملكة منذ تأسيسها في خدمة الإسلام والمسلمين.

الدور الديني للمملكة

المملكة العربية السعودية ليست مجرد دولة تتقدم في الرياضة والتنمية الاقتصادية، بل هي قبلة المسلمين ومنارة للإسلام منذ نشأتها. تحتضن المملكة الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وهي تتشرف بخدمة ملايين الحجاج والمعتمرين الذين يفدون إليها من شتى بقاع العالم.

هذا الالتزام بخدمة الإسلام والمسلمين يمتد إلى كل الجوانب، ومن أبرز مظاهره الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، التي كان لي الشرف أن أكون أحد طلابها. هذه الجامعة، التي تأسست لتكون منارة للعلم الشرعي، خرّجت آلاف العلماء والدعاة من مختلف الجنسيات، وساهمت في نشر قيم الإسلام المعتدل وتعزيز الروابط الإسلامية بين الشعوب.

تبني قضايا العالم الإسلامي

لعبت المملكة دورًا محوريًا في دعم قضايا العالم الإسلامي، سواء من خلال مؤسساتها الرسمية أو عبر الهيئات العالمية التي أسستها وترعاها. ومن أبرز هذه الهيئات:
• رابطة العالم الإسلامي: التي تعمل على تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات ونشر قيم السلام والتسامح، وتمثل صوت المسلمين في المحافل الدولية.
• منظمة التعاون الإسلامي: التي أنشأتها المملكة لتكون صوتًا موحدًا للدول الإسلامية، وتدافع من خلالها عن قضايا المسلمين في العالم.
• مجمع الفقه الإسلامي الدولي: الذي يساهم في إصدار الفتاوى والاجتهادات الشرعية التي تعالج القضايا المستجدة بما يتوافق مع الشريعة الإسلامية.

الدعم غير المحدود للدول الإسلامية

لم يكن دور المملكة مقتصرًا على المؤسسات، بل امتد إلى الدعم المباشر للدول الإسلامية في جميع أنحاء العالم. من تقديم المساعدات الإنسانية في أوقات الأزمات والكوارث، إلى بناء المدارس والمستشفيات والمساجد في المناطق المحتاجة، وحتى دعم التنمية الاقتصادية عبر المنح والقروض الميسرة.

الاستثمار في الرياضة: رسالة عالمية

نجاح المملكة في استضافة كأس العالم 2034 يأتي كجزء من هذا الدور الريادي الذي يتجاوز الحدود الجغرافية. هذه البطولة ليست مجرد حدث رياضي؛ بل هي فرصة لإظهار الوجه الحقيقي للإسلام وقيمه السمحة، ولتعزيز مكانة العالم الإسلامي على الساحة الدولية.

العلم والدين يدًا بيد

لا يمكننا أن نفصل بين نجاحات المملكة في المجالات الحديثة وبين التزامها بخدمة الإسلام. فهي نموذج حي للدولة التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وبين التقدم العلمي والتمسك بالقيم الدينية. ومن خلال هذا النهج، استطاعت أن تكون قوة استقرار وسلام في العالم الإسلامي، ومصدر إلهام للدول الأخرى.

ختامًا

إن نجاح المملكة في تنظيم كأس العالم لعام 2034 هو انعكاس لتكامل أدوارها: دورها الديني في خدمة الإسلام والمسلمين، ودورها التنموي في تعزيز مكانتها العالمية. وبهذه المناسبة، أتقدم بأسمى آيات التهاني إلى القيادة الرشيدة: خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، وإلى الشعب السعودي الكريم.

هذا النجاح هو فخر لكل مسلم، وهو شاهد على ما يمكن تحقيقه عندما تتكامل القيم الدينية مع الطموحات التنموية. المملكة العربية السعودية ليست فقط قلب العالم الإسلامي، بل أصبحت أيضًا نموذجًا عالميًا في الريادة والتطور.

• عضو المجلس الأوربي للقيادات المسلمة

د. فايد محمد سعيد

عضو المجلس الأوروبي للقيادات المسلمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى