كل قول عن غازي القصيبي يبقى ناقصًا لأن عبقرية القصيبي بازغة في كل المجالات التي أعطاها شيئًا من اهتمامه فهو فَيَضانٌ زاخرٌ من العبقرية وحزمة من المواهب الفريدة الخارقة …..
خطر ذلك في بالي وأن أتصفح العمل الذي قام به الدكتور محمد بن سرَّار اليامي بعنوان (القصيبيات: إدارة الحياة وحياةُ الإدارة)
هي لفتة جميلة ورائعة من الدكتور اليامي أنه قدَّم بعض ومضات القصيبي العبقرية في مجالات مختلفة لكني كنت أتمنى أن الدكتور قدَّم هذه المقتطفات بدراسة مختصرة عن القصيبي الشاعر والقصيبي الكاتب والقصيبي الروائي والقصيبي المفكر والقصيبي الإداري والقصيبي الأستاذ الجامعي والقصيبي الإنسان الذي يفيض حُبًّا للناس وإحساسًا دافقًا بآلام الإنسان في كل مكان ……
القصيبي إنسانٌ مدهشٌ في شاعريته وفي مختلف قدراته إنه مدهشٌ في تنوُّع جوانب تألُّقه إنه عالَمٌ من المواهب والقدرات بشكل يندر أمثاله إن نموذج القصيبي لا يتكرر وأعتقد أن القصيبي لو أعطى مجال الفكر اهتمامًا كافيا لخلد نفسه بوصفه فيلسوفًا باهرًا …..
القصيبي كان يرى أن التاريخ لن يحتفظ له إلا بوصفه شاعرًا كان يركز على هذا الجانب الإبداعي ويرى أن كل الجوانب الأخرى سوف يطويها الزمن ويمحوها من الذاكرة فهو يرى أن الإبداع الشعري هو الأثر الباقي له ……
أما الحقيقة فهي أنه رغم عظمته شاعرًا إلا أن عظمته في مختلف المجالات تبقى تمثل نماذج مبهرة لا يصح أبدًا أن تتعرض للنسيان أو للاندثار أو أن يواريها الزمن أو أن يطويها التقادم ……
القصيبي بشخصه أمثولة يجب أن تبقى نموذجًا في التجليات الإبداعية في مختلف المجالات إنه الإنسان الحق في أروع كمالاته ……
الدكتور محمد بن سرَّار اليامي في (القصيبيات) قدَّم ومضات رائعة من مجموع الذخيرة الثرية التي تركها القصيبي وهي ستغري الباحثين وعشاق التميز الباهر أن يعودوا لإنتاج القصيبي بكل ما فيه من تلقائية وغزارة وأصالة وتنوع وحكمة …
0