المقالات

عندما تتهاوي الأصنام

منظر مشترك تناهي إليّ ما مر من الذكريات وأنا أري شباب سوريا وهم يطيحون بصنم بشار. ولاح لي منظر عندما سقط صنم صدام وقبله القذافي وأخيراً وربما ليس آخراً صنم بشار. ولا أقول الأسد لأنه كما يقول المثل أسد عليّ وفي الحروب نعامة.
كان نعامة لاسرائيل وأسداً مفترساً علي شعب سوريا. هكذا تحتفل الشعوب عندما يتهاوي الطغاة والذين يتصفون دائما بالغباء وهذا من فضل الله فذاك هو الأسفين الذي يجعل الدق في أركانهم الظالمة سهلاً، وإن طال ألأمد. ويحق أن نطلق عليهم مقولة الرئيس آخر من يعلم.

هكذا هم الطغاة تأخذهم العزة في الإثم والظلم ويتصورون أن المناصب دائمة لهم وذلك سبب مهم لأن تزول عروشهم. فهم لا يريدون أن يعلموا إلا أنهم هم الأقوياء والأذكياء ولا أحد غيرهم ويلعبون بالبيضة والحجر والواقع دوماً تنتهي عكساً فيكونون البيض الذي يكسره الحجر، فتعمي بصيرتهم وعمي القلوب والبصيرة أشدأ من عمي الأعين. وأما من حولهم فهم أما من ينطبق عليهم المثل الطيور علي أشكالها تقع أو مستنفعون و مطبلون وهؤلاء هم الغالب. ولماذا لا يطبلون وهم يرون مشاعر الطاغي تتراقص جذلاً وإن بكبر وغرور أمام أعينهم فهم يطبلون تفادياً لغضب الطاغية ومن جهة أخري لنيل الحضوة بفتاة المال والمناصب. .

قد يعلم بعض الطغاة أن من حولهم زفافين للطقوس التي يعشقونها ولكنهم يتعامون فقد ألفوا المتعة السادية التي لا يعيشون بدونها. فيتلذذون بنفحات نفاق هؤلاء كما يتمتعون كلما أمعنوا في إضطهاد شعوبهم والتنكيل بهم. أما في الأزمات وعندما يعلمون أنه لا مفر وأنهم علي حافة الهاوية فيضعون طرف جلبابهم بين أسنانهم بحكم أن بعضهم يتنكر ولا يستبعد بملابس النصف الآخر حتي لا يُعرفون وهم يتسللون من الأبواب الخلفية أو الدهاليز والأنفاق السرية ثم الي بئس النهاية والقرار .
سمعت ورأيت في أواخر ليلة من الليالي كيف هرب الماجد المهيب وقد خرج من الأبواب الخلفية لقصر حكمه ومعه شلة محدودة العدد وهم يغنون صوتك صدام هز أمريكا. وكنت أشاهد التلفاز وقلت لمن كان في جواري صدقني إن هذه لحظات هروبه. وقد حصل. أما في الجانب الآخر ومن حكم ليبيا 42 عاماً وهو يُنظر علي الشعوب العربية ويخترع اشياء ما أنزل الله بها من سلطان فهو قد أذل ليبيا الغنية وجعلها مثالاً لتردي الخدمات ومؤلاً للمؤامرات.

عند اللحظات الأخيرة بعد ثورة الشعب جمع شلة الوداع وهات يا ردح (طز مرة ثانية في أمريكا وبريطانيا) ثم فص ملح وذاب. ويبدو بشار لم يسعفه الوقت لتأليف أهزوجة الهرب. حيث كان الأهم أن ينفذ بجلده طبعاً بجلده هذه مجازية فهو مع جلده أخذ ما لذ وطاب من المليارات، ليست ليرات سورية بل دولارات، فالليرة عنده ما تسوي بعد أن جعل الدولار يساوي 27. ألف ليرة …يا بلاش. عمل وطني بإمتياز. ويخرج علينا من يقول سيندمون علي نهاية حكمه وأريد منهم إيجابية واحدة له . والمضحك أيضا من يقول أن اسرائيل أستقوت بعده فدمرت السلاح السوري فنقول: إسرائيل كانت تسرح وتمرح يومياً في سوريا ولم يطلق رصاصة واحدة ولو هابته لدمرت السلاح في عهده. فقد كان الحارس الأمين لها. الطغاة هذا هو مصيرهم فلن يكون صدام والقذافي وبشار أقوي واحرف ممن سبقهم وهم كثر فمن أوائلهم إن لم يكن أولهم النمرود الذي حكم 400 عاماً. طغي وبغي وأسرف وتحدي والعياذ بالله قدرة الله. فأماته الله ببعوضة كانت عصية عليه وجبروته. وتلاه الكثير منهم، فهناك هتلر وموسيليني وستالين وجنكيز خان وهوشي منه وعيدي امين وهؤلاء جميعهم لديهم عامل مشترك وهو الحكم المطول والإستبداد وظلم العباد وقتل وسجن مئات الالاف. ويوجد طاغية يسجن ويقتل علي الصفقة والهمسة والنظرة والبسمة. إذا لم تكن حرارتها تلامس مزاجه المتقلب طبعاً أكيد عرفتوه كيم جونغ أون الذي لم يحجمه إلا ترمب عندما هدده بمسح كوريا من علي الخريطة طبعا هو لم تهمه كوريا. ولكن لأنه سيكون معزوم من ضمن المعازيم في حفلة ترمب النووية العين الحمراء تخوف حتي كيم. أما المستقبل فعين الأحداث هي علي بقية منهم فتنظر بشغف الي رؤوس أينعت وحان قطافها وفي مقدمتها رؤوس الحوثي وشلة أنسه الذين يتفشخرون عليَّ حساب أمن وسلامة وحياة اليمنيين.وإن غداً لناظره قريب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى