قناديل مضيئة
تقوم الحياة الزوجية على مبدأ المودة والرحمة والتعاون والتكامل بين الطرفين لبناء حياة آمنة ومستقرة. ولكن، ما إن يتسلل الشك إلى وجدان أحد الشريكين تجاه الآخر، إلا وتصبح هذه الأسرة الآمنة عُرضة لعاصفة تهز أركانها، وتزلزل كيانها، وتدك حصون أمنها واستقرارها. فالشك لا يمكن أن يجتمع مع مقومات الحياة السعيدة، التي تعتمد بشكل أساسي على تبادل الثقة بين الزوجين، والتعامل بصدق ووضوح وشفافية مطلقة، وسيادة روح الأمن والأمان داخل الأسرة، وبين الزوجين على وجه الخصوص.
في بداياته، قد يكون الشك نوعاً من الغيرة المحمودة، التي تنبع من حب الزوج لزوجته، أو الزوجة لزوجها، وحرص كل منهما على شريكه الذي اختاره ليكون رفيقاً لحياته. لكن، سرعان ما تتحول هذه الغيرة المحمودة إلى غيرة سيئة ممقوتة، تُدخل الزوج أو الزوجة في اضطراب دائم ودائرة مغلقة من الوساوس والوهم والهواجس. وتصبح هذه الشكوك، التي قد لا تستند إلى أي سبب منطقي أو دليل حقيقي، مصدر قلق مستمر، ما يهدد استقرار العلاقة الزوجية.
عندما يدرك الطرف الآخر هذه الشكوك، سواء من خلال المصارحة أو ملاحظة التغير في التعامل، فإنه يصاب بحسرة وألم. كيف يمكن لشريكه أن يتجرأ على هذا الاتهام؟ وغالباً ما يؤدي هذا الشعور إلى ردود فعل عنيفة وغير مستحسنة، قد تنتهي بعواقب وخيمة.
في ظل عصر الانفتاح الذي نعيشه اليوم، ومع تسابق الرجال والنساء إلى سوق العمل، يجب على كل زوج وزوجة تحصين نفسيهما من هذا الداء الخطير. ويتم ذلك من خلال تعزيز مبدأ الثقة المتبادلة، والوضوح التام في العلاقة بين الطرفين، والحوار المستمر، وتبادل الأحاديث اليومية التي يتعرض لها الإنسان أثناء يوم عمله.
نبض كاتب
الشكُ إن زار القلوب واقبلا
قتل السعادة غِيلةً وترجلا
الشكُ هدْمٌ للبيوتِ وأهلِها
الشكُ كالطوفان جاء مُزِلزلا