المقالات

فضائل ونقائص

لو سادت نقائص الإنسان لكانت الحياة البشرية جحيمًا لا يطاق لكن السلوك البشري خليط من الفضائل والنقائص فإذا رجحت الفضائل كان الخير وباتت الحياة مريحة وممتعة وإذا صار الميل إلى النقائص استحكمت التعاسة وضاق الناس بالحياة ……
إن الميل إلى النقائص تلقائي طبيعي فهو ينساب دون جهد أما الالتزام بالفضائل فهو التزامٌ قصدي لأنه ليس طبيعيا وإنما هو نتاج التربية والتنشئة والتعود والصرامة الأخلاقية …..
وقد قام البروفيسور الألماني مارتين زيل بالاستقصاء الفلسفي حول الفضائل والنقائص وانتهى إلى تأليف كتاب أبرز فيه (١١١) فضيلة ومقابلها (١١١) نقيصة وقد قام الدكتور نبيل الحفار بترجمة الكتاب ونشرته دار كلمة ……
الكتاب تذكيرٌ رائع بالفضائل والنقائص ليكون الإنسان محاذرًا من النقائص وليبذل الجهد المستطاع للتحلي بما يمكنه من الفضائل …..
فنقيصة الطيش تقابلها فضيلة اللطافة ونقيصة الوقاحة تقابلها فضيلة الحياء ونقيصة القسوة تقابلها فضيلة التعاطف ونقيصة البُخْل تقابلها فضيلة الكرم ونقيصة القنوط تقابلها فضيلة الأمل وفضيلة الثقة تقابلها نقيصة الارتياب وفضيلة الشجاعة تقابلها نقيصة الجبن ونقيصة الغفلة تقابلها فضيلة الانتباه ونقيصة العي تقابلها فضيلة الفصاحة ونقيصة الجور تقابلها فضيلة العدالة …..
إنه كتاب فلسفي استقصائي مختصر فهو أشبه بكتاب الجيب يصلح أن يكون رفيقًا دائما للتذكير بالفضائل ومحاولة الالتزام بما تقتضيه والتحذير من النقائص وبذل الجهد لاجتنابها والتوَقي منها قدر الإمكان …..
إن قابليات الإنسان مطواعة للتعود على الخير أو على الشر فليس تفكير الفرد وسلوكه سوى نتاج ما كرر فعله واعتاد عليه فالإنسان هو ابن عاداته وقد أكدت العلوم المعرفية مرونة الدماغ وقابليته للتطويع والمران فالإنسان كائن تلقائي فليس سلوكه تَذَكُّرًا وإنما ينساب السلوك مما تم التعود عليه لذلك ينبغي أن ينتبه الناس بأنهم نتاج قابلية التعود فهذه القابلية هي أعظم خصائص الإنسان لكنها أيضا هي أخطرها…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى