يظل العود من أكثر الآلات الموسيقية تعبيرًا في الموسيقى العربية، وهو واحد من أقدم الآلات الموسيقية في العالم، بل ويُعتبر رمزًا للموسيقى العربية، إذ يمتد تاريخه الغني إلى أكثر من 5000 سنة، وهو مصدر إلهام للفنانين والملحنين، ويمثل جزءًا أساسيًا من التراث الموسيقي العربي.
ويختلف العود العربي في مكوناته عن العود الفارسي المستخدم في الموسيقى الإيرانية، وكذلك عن العود التركي، فالعود أحد رموز الثقافة العربية، ويشكل جزءًا من التراث الموسيقي العربي، وله تأثير مباشر على الموسيقى العالمية، بشكله المميز بخشب الزان أو الجوز واوتاره المزدوجة.
وفي كل عصر يظهر عازفون مجدون لآلة العود منذ عصر ذرياب الرائد الموسيقى العربي في العصر العباسي، ثم إبراهيم الموصلي العازف والمؤلف الموسيقي العربي الشهير، حتى عهدنا الحاضر، عهد رياض السنباطي، ومحمد الأمين ونصير شمه، وعبادي الجوهر.
كل عازف يتميز بـ “تكنيك” فني تبرز من خلاله شخصيته وتفرده، والتناغم بين أوتار العمالقة تشد المستمع أو الممارس في تذوق “حرفنة” التماهي بين الأوتار والأصابع وهي تخنق رقبة العود لتخرج جميل الأصوات ودندنة الأوتار وفقا لتقنيات كل عازف، فلا تستطيع القول بأن هذا أفضل من ذاك، حيث يمتلك كل فنان أسلوبًا فريدًا وجمالًا خاصًا.
نصير شمه الموسيقي السوري، يُعتبر واحدًا من أعظم عازفي العود في العصر الحديث، وهو مؤسس بيت العود العربي في عدة بلدان، وقد كسر بالفعل حاجز السلالم الموسيقية متعدياً الشرقي إلى الخماسي باريحية تامة، جعلت تأثيره الثقافي يقفز على حواجز حدود الدول ليجمع بينهم عبر لغة الموسيقى.
ويمتلك شمه تقنية فريدة وتعبيرًا عاطفيًا عميقًا، وقد بدأ تعلم العود في سن مبكرة وتميز بتقنيته الفريدة والغنية. كما أن له أسلوب تقليدي مع تأثيرات شرقية، ويمتلك نصير شمه تقنية فريدة في العزف السريع والمركب، وقدرة فريدة على التعبير العاطفي عبر العود.
في المقابل، يمتلك عبادي الجوهر أسلوبًا حديثًا وابتكارًا رائعًا، بحسبانه من أبرز عازفي العود في الجيل الحالي، ويمتلك أسلوبًا فريدًا يجمع بين التقاليد والابتكار، ويتبع أسلوبًا حديثًا مع تأثيرات غربية. أما في تكنيك العزف، فإن عبادي الجوهر يمتلك تقنية رائعة في العزف الناعم والمتوازن، وقدرة على التعبير بالعمق والشعور، مما يضعه بين المؤثرين في الدوائر الموسيقية الحديثة.
0