العالم ينتظر تاريخ 20 يناير 2025 بمزيج من الأمل والألم، مشاعر متضادة بين الإيجابية والسلبية، فترامب قادم للتربع على عرش الولايات المتحدة الأمريكية. ومن المعروف لدى الجميع أن تلك الفترة الحاكمة للبيت الأبيض هي الفترة الثانية للرئيس ترامب، فلن يتجاوز حكمه أربع سنوات، سواء كان حمامة سلام أو غرابًا ناعقًا. وبالتالي فإن من يحدد ويقرر طبيعة تلك السنوات الأربع هو ترامب وحده، فقد يتخذ مسارًا سياسيًا حكيمًا وقيادة راشدة تتصف بالسلام وإنهاء الصراعات والتوترات في جميع البؤر الساخنة، كي يوصل رسالة لزعماء وحكومات وشعوب العالم أن ترامب في 2025 غير ترامب في 2017. وهذا هو المأمول والمتوقع لدى المتفائلين بأبي إيفانكا.
بالمقابل، فإن المتشائمين يتوقعون أن يأتي ترامب للبيت الأبيض في 20 يناير حاملاً لواء الحرب والغرور والغطرسة والابتزاز، من خلال قيادة عنيفة وقرارات حربية يشعل بها بؤر الصراعات الحالية ويبتكر مواقع أخرى إضافية لإشعال مزيد من الحروب، لكي يقول للعالم: “هذا أنا عدت إليكم مرة أخرى بقوتي وصلافتي وناري التي ستحرقكم في الدنيا قبل الآخرة.”
ترامب سيكون حديث العالم بمجرد دخوله للبيت الأبيض، وقد يجعل برنامجه الرئاسي خليطًا بين السلام والحرب حسب مقتضيات المصلحة الشخصية التي تفيده في رئاسته وبعد مغادرته. وستكون إسرائيل هي الهاجس الأكبر في اهتمامات الرئيس الأمريكي، سواء فيما يخص عقد صفقة إطلاق الرهائن أو تمكين إسرائيل من توسيع خارطتها الجغرافية لتشمل الضفة الغربية من فلسطين مع بعض الأجزاء من الأراضي العربية لدول الجوار. وتلك الفكرة سبق أن صرح بها قبل وصوله للبيت الأبيض، حيث قال إن إسرائيل مساحتها صغيرة جدًا ولابد أن تتوسع حتى تكتمل كدولة مؤثرة ذات مساحة أكبر.
العالم ينتظر جميع الاحتمالات التي تصاحب رئاسة ترامب. ويذهب المتشائمون من إدارة ترامب بعيدًا، فيقولون إن الحرب العالمية الثالثة على الأبواب، ولم يبقَ على اندلاعها إلا أن يتولى ترامب الرئاسة الأمريكية ليعلن توقيت ساعة الصفر والمواجهة العالمية. بل وهناك من المتشائمين من يتوقع أن تكون تلك الحرب العالمية حربًا نووية وليست تقليدية.
الكل متوجس من 20 يناير، وعسى أن يكون ذلك التاريخ بردًا وسلامًا على العالم أجمع، فالأمر لله من قبل ومن بعد، وأحداث الكون في قبضته وتحت مشيئته.