همس الحقيقة
من شاهد الكابتن كريم بنزيما في مباراته أمام الهلال تحديدًا، وما قبلها من مباريات هذا الموسم، مقارنة بالمستوى الفني “السيئ” الذي قدمه أمام فريق الفيحاء، لا يصدق بأي حال من الأحوال أنه نفس اللاعب العالمي الذهبي الذي أبهر العالم بهدفين في مرمى الموج الأزرق، وسجل ركلة جزاء متقنة “قنبلة” في مرمى بونو.
للأسف الشديد، يبقى الاتحاد رهينًا لـ”مزاجية” هذا النجم الكبير ولـ”إصابته” المزمنة. متى أراد أن يلعب و”يبدع”، عمل “البدع” وحوّل مدرجات الملعب إلى نغمة فرح وهتافات تسمع أصوات جماهير العميد وهي تردد “بنزيما”. وحينما ماله مزاج، يصبح “كريمة بن زينة”، وجوده في الملعب “زينة”، ديكور جميل فقط. وهو يذكرنا بمستواه أمام الفيحاء بالموسم الماضي، “لعب أي كلام”، وركلات جزاء مهدرة، منتظرين فقط أن يسجل أهدافًا برأسه الذهبية في مرمى فريقه.
أعلم أن المدرب العجوز لوران “لا يحل ولا يربط”، والدليل واضح من مباراة الهلال. فمن شاهد الأخطاء القاتلة التي وقع فيها فابينيو وتسببت في تسجيل هدفين للأزرق، وقبلها مجموعة من الأهداف في مباريات سابقة، وينظر لفريق “ناقص” يلعب بعشرة لاعبين من خلال لاعب “بارد جدًا” مثل “حسام عوار”، يدرك حجم المشكلة. وجوده في الملعب كعدمه، ولا أعرف لماذا الإصرار عليه في ظل وجود أكثر من لاعب أفضل منه على دكة الاحتياط، حتى وإن رضي عنه المدعو “بن زينة”.
لهذا ينبغي على إدارة الاتحاد الربحية أن تخرج من جلباب “كريم بن زينة”، وتُبرم تعاقدات مع لاعبين بديلين للاعب “النكبات” فابينيو واللاعب البارد. هذا إذا كانت هذه الإدارة فعلًا صاحبة قرار، وتدرك أن بطولتي الكأس والدوري لن يتم “الظفر” بهما بوجود هذين اللاعبين واستمرارية مزاجية “بن زينة”.
لم يمضِ أسبوع على مقال كتبته مدحًا وتمجيدًا وتبجيلًا في بنزيما وعقليته “الفذة”، ورفعته إلى “السماء”، وفي هذا المقال خسف بمستواه الأرض. هذه معايير النقد عند “الناقد” المنصف. حينما يبدع اللاعب، مهما كان اسمه ونجوميته، لا بد أن نعطيه حقه من الثناء. وحينما يهبط مستواه ويصبح “زينة”، خاصة إذا كان له خبرة طويلة في الملاعب ومكانته ونجوميته، ينبغي “لسعه” بآراء نقدية لاذعة ليعلم أنه “ما في كبير على الكورة، ولا كبير على الاتحاد”.