المقالات

من أجل أولادكم!!

تحية إجلال وتقدير واحترام لكل أم وكل أب جعل مصلحة أبنائه فوق مصلحته، وتجاوز تلك الخلافات التي من شأنها هدم بيت الزوجية وتشتيت الأبناء. وهنا أقصد الخلافات التي يمكن تجاوزها، والأزمات التي يمكن مرورها، فالصبر والتغاضي وتقديم المصلحة أولى من التعنت واتخاذ قرار عواقبه تمتد إلى أطفال لا ذنب لهم.

من خلال ما نشاهده في مجتمعنا، وفي مدارسنا على وجه الخصوص، يظهر التمايز والتباين بين شخصية وسلوك هذا الطفل وذاك. وتستطيع، بمجرد تتبع سلوكيات بعض الأطفال، أن تحدد بشكل كبير بين الطفل الذي يعيش بين والديه وفي كنف أسرته، ومن شاءت الأقدار أن يعيش بعيدًا عن والديه أو عن أحدهما.

فالطفل الذي يعيش في أسرة هادئة مستقرة يستقي فنون العلاقات الاجتماعية وأنقى القيم التربوية التي تنعكس على شخصيته وسلوكه. فالأسرة هي الأساس التي تنقل مجموعة القيم النبيلة للأطفال. ومن خلال عيش الطفل في كنف أسرته، يتعلم أساس الاحترام والتقدير والعدل والإنصاف والمسؤولية وغيرها من القيم الجميلة، وذلك من خلال ما يشاهده ويعيشه داخل أسرته، أو من خلال مناقشته مع والديه، أو إشراكه في بعض المهام والمسؤوليات التي تناسب عمره، وتنعكس إيجابًا على شخصيته وسلوكه.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الطفل الذي يعيش مع أسرته يستطيع التمكن من المهارات العاطفية، التي تعتبر من المهارات التي لا يمكن تجاهلها، والتي تؤثر بشكل مباشر على نمو الطفل وشخصيته، ويكون لها بصمة واضحة على حياته في الحاضر والمستقبل. وهذه المهارات، وإن كان البعض لا يعرف تسميتها وكينونتها، إلا أن الطفل يعيشها ويتعلمها بالفطرة داخل أسرته.

فيستطيع، من خلال هذه المهارات، التعبير عن مشاعره بكل وضوح من حزن وسعادة وغضب ورضا وغيرها من المشاعر، في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة. كما أن الطفل الذي يعيش مع أسرته وفي كنف والديه وتحت رعايتهم ينعم بالأمن والأمان والإحساس بالحماية والاطمئنان، حيث توفر الأسرة للطفل الأمن التام الكامل بأشكاله المادية والمعنوية.

نبض كاتب

من أجل أولادي سأبقى صابرًا
حلمي بوقت الجد يأتي حاضرًا

لا لن أضيع اليوم نون نواظري
سأكون ربانًا ذهينًا ماهرًا

د. محمد بن علي القرني

المستشار التربوي والأسري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى