عام

كلمة مكة.. «من قلب غزة»

هنا، من بين الركام والأنقاض المتناثرة، والجراح التي لم تندمل بعد، والأجسام المنهكة من رحلات النزوح المتكرر تحت زخات الرصاص والقذائف وطائرات الاستطلاع التي لا تكف عن الضجيج “الزنانة” كما نطلق عليها.

وبعد 16 شهرًا من الإبادة المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، يسرني أن أكتب هذه الكلمة في صحيفة مكة الإلكترونية التي رعتني محررًا صحفيًا منذ تخرجي من الجامعة عام 2013، وربطتني بها صداقة قوية وعلاقة أخوية متينة مع رئيس تحريرها الأستاذ عبدالله الزهراني، الذي كان نعم الأخ والمعلم والموجه الذي صقل مواهبي وعزز مهاراتي بتشجيعه الدائم وكلماته المحفزة التي لا تنسى.

وأنا مدين لهذا الرجل الذي يمثل الشعب السعودي كله بطيبة أخلاقه وكرم طباعه وأصالته، ولست أذكر هذا المثال إلا تجسيدًا وتجسيمًا للعلاقة الأخوية العميقة والتاريخية بين السعودية الشقيقة الكبرى وفلسطين الجريحة التي أنهكتها الحروب وأتعبتها جرائم الاحتلال المتعاقبة وحرمت أهلها من نعم الاستقرار والتقدم والازدهار.

أكتب هذه الكلمات تعقيبا على مواقف المملكة المتتالية في دعم فلسطين وأهلها، وآخرها بيان الفجر (9 فبراير الموافق 10 شعبان) الذي كشف عن موقف راسخ لا يتزعزع للمملكة وقيادتها تجاه الثوابت العربية عمومًا ومركزية القضية الفلسطينية خصوصًا.

وهنا إذ نشكر الله تعالى على نعمه الواسعة، فإننا نشكره على نعمة السعودية التي تشبثت بمواقفها شعبًا وقيادة الداعمة لفلسطين وحق شعبها في تقرير المصير، ونشكر دعمها للجهود الإغاثية والإنسانية التي مكنت أبناء غزة من الصمود في وجه التطرف والإرهاب الصهيوني وآلته التي حاولت اقتلاع أهل غزة من جذورهم وما زالت تحاول تهجيريهم بكل ما أوتيت من قوة لتنفيذ مخططاتها التوسعية التي ستفشل بإذن الله تعالى، ثم بصمود الشعب الفلسطيني وتمسكه بأرضه مع أشقائه العرب الداعمين والمساندين في مواقفهم التي سيسجلها التاريخ وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – وحفظ بلاد الحرمين آمنة مستقرة ومزدهرة بأهلها وشعبها الطيبين المخلصين.

محمد صيام
غزة – 9 فبراير 2025

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى