المقالات

الثقل الدولي للمملكة.. قطب ثالث في ميزان القوى

السلام، الحكمة، التعاون، الالتزام، الثبات، الصدق، التآلف، الوساطة، الإغاثة، الاستقطاب، وحل النزاعات… هذه هي العناوين الكبرى التي ترسم ملامح السياسة السعودية في تعاملها الإقليمي والدولي. بفضل هذا النهج المتزن، كسبت المملكة ثقة العالم وتقديره لدورها الفاعل في إرساء السلام العالمي.

إن المكانة السياسية والاقتصادية والدينية التي تتمتع بها المملكة العربية السعودية جعلتها محور ارتكاز العالم، ومكانًا مناسبًا لاجتماع القوتين العالميتين المهيمنتين: الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا. وقد جاءت هذه الثقة نتيجة القدرة التي أظهرتها المملكة في جمع الأطراف المتنازعة والمساهمة في حل أعقد المشكلات الدولية.

فقرار الرئيسين، دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وفلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية، عقد لقائهما الأول في السعودية، لمناقشة الحرب الروسية الأوكرانية، يعكس هذه الثقة. تلك الحرب التي وقف الغرب كله خلف أوكرانيا فيها لمواجهة روسيا، ما جعل العالم يعيش على وقع مخاوف اندلاع حرب عالمية ثالثة. إلا أن المملكة، بحكمتها المعهودة، استطاعت نزع فتيل هذه الأزمة. فمنذ أكثر من ثلاث سنوات، عرضت وساطتها، وأجرت العديد من الاجتماعات في هذا الشأن، حتى وافق الطرفان، وهما القوتان العظميان (أمريكا الداعم الرئيسي لأوكرانيا، وروسيا الطرف المباشر في الصراع)، على الجلوس إلى طاولة المفاوضات والبحث عن حلول سلمية.

إن وجود المملكة العربية السعودية كوسيط موثوق، يعزز فرص تحقيق السلام، ولو عبر مراحل متعاقبة وجولات تفاوضية متعددة. وإذا تحقق ذلك، فسوف يتنفس العالم الصعداء، ويتفادى كارثة المواجهة والدمار المحتملين.

إن ثقة الرئيسين، اللذين يقودان أكبر قوتين في العالم، في قيادة المملكة، المتمثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – مهندس السياسة السعودية التنفيذية – ليست مجرد مجاملة دبلوماسية، بل هي تقدير حقيقي لدور المملكة الفاعل في حفظ الأمن والاستقرار الدوليين.

ومن المؤكد أن العالم أجمع سيشكر المملكة على مساهمتها العظيمة في حل النزاع الروسي الأوكراني، ودفع عجلة السلام نحو الأمام.

• أستاذ الإعلام الدولي

د. محمد هندية

استاذ الإعلام الدولي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى