في خطوة غير معتادة، انضم نادي الهلال إلى قائمة الأندية التي انتقدت التحكيم في الدوري السعودي، ليؤكد أن أزمة التحكيم الأجنبي لم تعد مجرد احتجاجات فردية، بل أصبحت ظاهرة تقلق الجميع. فبعد أن اشتكى الاتحاد والنصر والشباب في مناسبات سابقة، جاء بيان الهلال ليعكس مدى تفاقم المشكلة، وسط تراجع واضح في مستوى الحكام المستقدمين من خارج المملكة.
المفارقة أن الدوري السعودي أصبح محط أنظار العالم، بعد استقطاب نخبة نجوم الكرة، بمن فيهم أفضل لاعب في التاريخ ولاعبون حازوا على الكرة الذهبية، إلى جانب مواهب شابة بمئات الملايين. ورغم هذا الزخم الكبير، نجد أن التحكيم لم يواكب هذا التطور، بل تراجع إلى مستويات مقلقة، حيث باتت الأخطاء التحكيمية تتكرر رغم وجود تقنية الـVAR، التي يفترض أن تقلل من الجدل، لا أن تزيده.
في الماضي، كان الدوري السعودي يستعين بحكام من أوروبا، من دوريات كبرى مثل إسبانيا، إيطاليا، وألمانيا، ولم تكن هناك شكاوى كبيرة، حتى في غياب تقنية الفيديو. أما اليوم، فمع استقدام حكام من أمريكا الجنوبية، خصوصًا من الأرجنتين، البرازيل، وفنزويلا، باتت الأخطاء أكثر وضوحًا، مما يطرح تساؤلات حول معايير اختيار هؤلاء الحكام، ولماذا لم يعد الدوري يجلب نخبة الحكام كما يفعل مع اللاعبين؟
المشكلة ليست فقط في حكام الساحة، بل تمتد إلى حكام الـVAR، الذين يفترض أن يكونوا أكثر دقة، لكنهم ارتكبوا أخطاء أثرت بشكل مباشر على نتائج المباريات. وإذا كان الهدف هو جعل الدوري السعودي من بين الأفضل عالميًا، فلا بد أن يشمل هذا التطوير كل عناصر اللعبة، وعلى رأسها التحكيم، الذي يعد حجر الأساس في أي دوري تنافسي.
الاحتجاجات المتزايدة من الأندية، وآخرها الهلال، تعكس ضرورة اتخاذ خطوات جادة لتحسين مستوى التحكيم. فلا يكفي أن يكون لدينا أفضل اللاعبين، بل يجب أن نمتلك أيضًا أفضل الحكام، لضمان عدالة المنافسة، ورفع جودة المباريات، وخفض حدة التوتر بين الاندية و الجماهير وجعل الدوري السعودي نموذجًا عالميًا في كل تفاصيله.