المقالات

من يقيم المدربين؟

في مباراة الذهاب، عندما انتصر خيسوس على بلان، كان الجميع يتحدث عنه كمدرب عبقري، مميز، وصاحب موسم تاريخي و محطم الارقام القياسية و كيف قزم الاتحاد و انهى المباراة بدقائق ، بينما كان بلان هو المدرب الفاشل، المفلس، الذي لا يملك أي حلول ويستحق الإقالة. لكن بعد أشهر، انقلبت الصورة تمامًا.
في مباراة الإياب، فاز بلان على خيسوس، برباعية وأصبح فجأة هو المدرب البطل والمميز والعبقري، بينما تحول خيسوس إلى مدرب مفلس وفاشل يجب أن يقال!

هذا التناقض ليس استثناءً، بل أصبح القاعدة في تقييم المدربين. بيولي أيضًا مثال آخر على هذه الظاهرة. بعد مباراة الأهلي، عندما قاد فريقه للفوز رغم النقص العددي، كان مدربًا بطلًا، عبقريًا، يُشيد به الجميع. لكنه بعد مباراة الاتفاق، أصبح مدربًا ضعيفًا، فاشلًا، وعليه علامات استفهام!

الأمر نفسه حصل مع ياسله، حيث كان مدربًا متميزًا بعد سلسلة نتائج إيجابية، والجماهير طالبت ببقائه لدرجة وصلت لهاشتاقات عالمية و كانت وقفتهم معه حديث الصحف العالمية و بعد ذلك حقق انتصارات متتالية. لكنه بمجرد أن خسر أمام النصر، تحول إلى مدرب ضعيف، محل شك، يفتقر إلى الشخصية وعليه علامات استفهام!

الأمر لم يتوقف عند هؤلاء المدربين فقط، بلان نفسه كان مدربًا فاشلًا في مباراة الذهاب، امام الهلال و كانت هناك مطالب باقالته بعد 8 جولات من بداية الدوري والآن، بعد الفوز على الهلال، أصبح المدرب البطل. نونو سانتو أيضًا كان المدرب التاريخي للاتحاد، لكنه بعد تراجع النتائج أصبح مدربًا فاشلًا لا يصلح للاستمرار، رغم أنه ذهب للدوري الإنجليزي وحقق نجاحات كبيرة مع نوتنغهام فورست بعدها و الامثلة كثيرة و لا تعد و لا تحصى .

السؤال هنا: هل المدرب يتغير بين ليلة وضحاها؟ هل يتحول من عقلية عبقرية إلى عقلية مفلسة خلال أسابيع؟ لماذا لا يتم تحليل العوامل المحيطة به؟ الإصابات، التغييرات الإدارية، انخفاض مستوى بعض اللاعبين، فقدان عناصر أساسية ، خروج بعض العناصر المهمة ، تجديد عقود بعض اللاعبين ضغط المباريات ،و غيرها من هذه الأمور التي تؤثر على المدرب، لكن الإعلام والجمهور يتجاهلونها، ويحكمون فقط على النتائج.

إذا استمر الحكم بهذه الطريقة، فسيظل كل مدرب بطلًا عندما يفوز، وفاشلًا عندما يخسر، دون أي تحليل منطقي. المدربون لا يصبحون فجأة عباقرة ثم فجأه مفلسين و فاشلين، بل هناك عوامل تجعلهم ناجحيين و عوامل تجعلهم فاشليين لذلك التقييم السريع والمتسرع يجعلهم يعيشون بين طرفي النقيض في كل لحظة.

فارس أحمد

مهندس هيدرلوجي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى