وأخيرًا، صدر كتابي في صحبة عبقري حالم، الذي سجلت فيه ذكرياتي ومواقف شهدتها مع الأدباء في صحبة أستاذي الشاعر والمفكر العبقري محمد حسن عواد. الكتاب صدر ضمن إصدارات المجلة العربية لشهر مارس، بجهود يُشكر عليها رئيس التحرير الإعلامي المثقف الأستاذ محمد السيف.
وما أوضحته وأؤكد عليه أن الكتاب لم يكن رصداً لأخطاء شخصيات أو كشف عيوب آخرين، من خلال ما رصدت للأستاذ العواد من مواقف وآراء حول أدباء وشعراء كانت له مواقف معهم، أو عبر عن آرائه وصراحته الجارحة تجاههم وتجاه تأليفهم وتفكيرهم، خاصة وأن ردة فعل البعض منهم حين نقلت ونشرت آراءه وأفكاره في مقالاتي بعد وفاته لم تكن تنم عن الحكمة والصواب. وأتوقع الشيء ذاته بعد صدور الكتاب وانتشاره مع العربية، حيث سيكون الصدى أكبر، وردة فعل الذين لهم وجهة نظر خاصة حول الأستاذ العواد وتفكيره وطموحاته وأحلامه ستكون أكثر وضوحًا. وأدرك أيضًا أن هناك من يشاركني محبة هذا العبقري الحالم، ومن يخالفني في إيجاد المبررات لمواقفه السلبية وأفكاره الحالمة، وكذلك حول شاعريته.
ومن الأسباب التي جعلتني أخطو خطوة وأتراجع خطوات في بداية شروعي في كتابة هذه السيرة المختلفة للأستاذ العواد، الخوف من ردات الفعل السلبية، كما ذكرت، لأن كشف الحقائق يضيق به صدر الذين يفضلون أن تُدفن مع الذين تبلى أجسادهم تحت التراب، (وأكثرهم للحق كارهون)، ولعلمي وإيماني بالمقولة “من ألّف فقد استهدف”.
في فصول الكتاب، كما سيجد القارئ، الكثير من المواقف والآراء والحقائق في علاقة الأستاذ العواد مع العديد من الأدباء والكتّاب، وآراؤه الصريحة والجريئة ونقده لإنتاجهم الشعري أو الفكري. ومن ناحية أخرى، هناك آراء الآخرين في الأستاذ العواد وفي شعره، علمًا أن كتابة سيرة أي أديب أو مفكّر تحتمل جوانب كثيرة تستحق الوقوف والتأمل والتراجع أيضًا.
ومما يجدر الإشارة إليه، أن محاضرتي في أسبوعية الصديق الدكتور عبدالمحسن القحطاني الشهيرة، والتي كانت بعنوان “ما لم يُقل في العواد” ضمن نشاطها في موسم عام ١٤٣٥هـ، تُعد النواة الحقيقية لهذا الكتاب، وهي التي فتحت لي المجال وشجعتني على إصداره، وتشرفت بكلمات تقديمه له.
وأود أن أشكر الصديق الدكتور عبدالله الحيدري، الذي كتب في حسابه على فيسبوك معلقًا على ما أشرت إليه حول أسبقية كتاب خواطر مصرّحة وكتاب الشيخ محمد سرور الصبان المعرض، ووفقًا لما رواه لي الأستاذ العواد، فإن كتابه وكتاب المعرض طُبِعا في مصر في المطبعة العربية في نفس العام 1345هـ، مع كتب أخرى طُبعت على نفقة المكتبة الحجازية. وقد توفر كتابه (الخواطر) في مكتبات باب السلام في مكة، وتداوله أدباء الحجاز قبل كتاب المعرض للصبان بعدة أشهر. وعلى غلاف الكتابين، توجد هذه العبارة: (المطبعة العربية بمصر 1345هـ – 1926م).