في يوم العلم السعودي قد يطرح البعض هذا السؤال : ماذا يعني العلم السعودي بالنسبة للمواطن؟ وبماذا يرمز؟، وماهي دلالته؟ ولماذا أصبح مناسبة وطنية نحتفل بها كل عام؟
يمثل العلم السعودي مكون أساس من الهوية الوطنية، وهو جزء من اللحمة الوطنية للمملكة، وله دلالات عميقة مستمدة من جذور المملكة وتراثها الثقافي الأصيل عبر تاريخها الطويل، وهو رمز للتوحيد والوحدة، والعلو والشموخ، والنمو والنماء، إضافة إلى ما يحمله من معاني الازدهار والكرم والتضامن والترابط الوطني. ويجسد العلم الوطني جوهر الدولة ويرمز إلى الوحدة الوطنية والعمق التاريخي. وتعود أصوله إلى تأسيس الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود عام 1727. وقد تم رفع أول علم في تاريخ السعودية عندما تولى الحكم في الدرعية.
إن رمزية العلم السعودي تحمل معاني وطنية متعددة، فهو يمثل سيادة الوطن وفخره وكرامته، كما يجسد ولاء الشعب لقيادته ووطنه، ويجسد أيضًا جوهر هوية الأمة وتاريخها.
“” والعلاقة التي تربط مواطن هذا الكيان الشامخ بعلم بلاده علاقة عضوية ومتينة وراسخة، فالمواطن السعودي يحمل علم بلاده في كل المناسبات الوطنية، وفي مباريات كرة القدم، وفي التعبير عن حبه للوطن، وانتمائه لأرضه الطيبة التي تحتضن في ثراها الطاهر أقدس بقاع الأرض، وهو يرتديه، ويضعه شعارًا على سيارته، ويزين به داره في المناسبات الوطنية.
وعندما قرر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز اعتبار 11 مارس من كل عام يومًا وطنيًا للعلم، فإنه بذلك الأمر الملكي جعل العلم السعودي جزءًا هامًا من رموزنا الوطنية التي يعتز ويفخر بها كل مواطن سعودي. ومن الصعب الفصل بين يومنا الوطني ويوم التأسيس ويوم العلم السعودي فهذه المناسبات الوطنية الثلاث تتكامل مع بعضها البعض وتشكل في مجموعها أرضية مشتركة ونسيج وطني متين للدولة السعودية العتيدة بأطوارها الثلاثة، يعبر عن وحدة البلاد وتماسكها ووقوفها صفًا واحدًا في وجه المخاطر والتحديات.
وعلم المملكة العربية السعودية الذي يختلف عن كل أعلام الدول بأنه لا ينكس أبدًا، وبأنه العلم الوحيد في العالم الذي يحمل كتابة على أرضيته، وهي كلمة التوحيد التي تعلو فوق كل كلمة، والذي لم يختلف نسيجه وألوانه وتصميمه عبر ثلاثة قرون ممتدة خضارًا وسيفًا وكلمة التوحيد، يعكس بهذا التفرد عظمة هذا البلد الأمين ومكانته المتميزة بين دول العالم. ويمثل اختيار اللون الأخضر الخضرة والنماء وكثرة الخير في أرض المملكة، وتدل الشهادة على وحدانية الله والتأكيد على أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله وخاتم النبيين، بينما يرمز السيف إلى العدل والدفاع عن الدين والوطن.
اليوم ونحن نحتفل برمز هويتنا الوطنية والقيم الراسخة التي يمثلها، والقيم التي تأسست عليها المملكة العربية السعودية، فإننا نشعر بكل فخر بهويتنا السعودية وانتمائنا لتراب هذا الوطن الغالي.
إنجازات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في مجال تعزيز المواطنة وترسيخ الهوية السعودية لا تنتهي، وكان آخرها وأحدثها اعتماده – حفظه الله -، رمز عملة الريال السعودي، والرمز يحمل اسم “ريال”، وسيستخدم في التعبير عن الريال السعودي في جميع التعاملات المالية والتجارية.
وتكتسب رموز العملات أهمية خاصة، فهي تصنع هوية تاريخية وعلامة تجارية ورسائل قوية للاستقرار، ما يعزز التجارة الدولية، ويعزز استخدام العملة كعملة عالمية يمكن أن تكون جزءا أساسيا من احتياطي الدول لضرورة تسهيل التعاملات التجارية الدولية، لأن العملة قد حققت قبولا عالميا واسعا. كما أن الرمز القوي والسهل يعزز الاتصال الدقيق وعمليات السوق الفعّالة، لقلة الأخطاء وارتفاع مستويات الشفافية. مواكبة هذا الإنجاز للاحتفال باليوم الوطني للعلم السعودي ينطوي على أهمية كبيرة، لما يحمله من رموز ودلالات هامة على صعيد تأصيل الهوية وترسيخ معاني الانتماء، وهو مؤشر هام يدل على وعي القيادة بأهمية التمسك بالرموز الوطنية التي تعتبر جزءًا هامًا من تقاليد هذا الوطن وقيمه وتراثه.

0