طلاليات
اكتست الطائف حلّة قشيبة من الزينات في شوارعها وأحيائها وأزقتها، احتفاءً بشهر رمضان المبارك. كما ازدانت بحلل من الثريات الكهربائية والعقود ذات الألوان المتنوعة.
المنطقة المركزية، من باب الحزم إلى باب عبد الله بن عباس، توشّحت بمعالم الزينة الرمضانية، والثريات ذات الألوان البيضاء والصفراء وعدد من الألوان الأخرى، حيث تفنّن أصحاب المحلات في تعليقها بأساليب مميزة تختلف عن المعتاد في الأشهر الماضية.
في بعض الأماكن، تشابكت عقود الزينات المضيئة بين المحلات التجارية، التي تعرض مختلف المستلزمات الرمضانية، مما أضفى على المنطقة المركزية أجواءً احتفالية مبهجة. وما زادها جمالًا هو جهود أمانة الطائف، التي وضعت أكشاكًا موحدة اللون والتصميم، خصصت للبائعين من الأسر المنتجة والمتخصصين في الأكلات الشعبية، مما أضفى على المكان طابعًا جماليًا مميزًا.
اعتمد الباعة على تقديم الأكلات الرمضانية المعتادة، مثل الكنافة، والسمبوسة، والبليلة، و”قرصان المجرفة”، وهي من الأكلات التراثية الطائفية العريقة، حيث تُقدَّم للمتسوقين بالسمن الطائفي والعسل الحر. إضافة إلى ذلك، تتوفر العريكة بالسمن البري، والتمرية، والفتة، والفرموزة، واليغمش، والتي تحظى بإقبال كبير من الزوار.
ورغم اتساع المنطقة المركزية، إلا أنها تغص بالمتسوقين بعد صلاة التراويح، وتستمر الحركة التجارية فيها حتى ساعات متأخرة من الليل. وقد شهدت المنطقة زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نهار، محافظ الطائف، حيث تجوّل بين المتسوقين، والتقى بالأهالي والأطفال، والتقط معهم الصور التذكارية. ويُعدّ هذا تقليدًا سنويًا يحرص سموه عليه، حيث يشارك السكان فرحتهم بالشهر الكريم ويتجول في المنطقة المركزية.
الملاحظ أن جميع السلع، بمختلف أصنافها، متوفرة في السوق، ويتنافس الباعة بشكل شريف في تزيين محلاتهم وعرض بضائعهم بطريقة جذابة تبعث السرور في نفوس المتسوقين. كما أن أصحاب المحلات بدأوا منذ الآن بعرض مستلزمات العيد، ما دفع المتسوقين إلى شراء احتياجاتهم مبكرًا. وتتميّز المنطقة المركزية بوجود عدد كبير من محلات المجوهرات التي تعرض الذهب والفضة والحُليّ، وهي محلات لا تتوفر إلا في هذه المنطقة، رغم انتشار الأسواق الحديثة في الطائف، إلا أن المنطقة المركزية ما زالت الوجهة المفضلة للأهالي والزوار، حيث تستقبلهم بروائح الورد والعود والبخور وماء الورد والكادي، التي تشتهر بها الطائف.
أشاد زوار المنطقة المركزية بجهود أمانة الطائف في التنظيم والنظافة المستمرة، وحرصها على تطوير المنطقة بما يخدم المتسوقين ويجعل تجربتهم أكثر راحة.
هذه هي الطائف، المدينة التي تنافس أجمل المناطق المركزية الأخرى، بطابعها العمراني الأثري، وشكلها المعماري القديم، وحفاظها على أصالتها التاريخية الممتدة لآلاف السنين.
وأخيرًا، كما قال الشاعر فؤاد الخطيب:
“أنا في الطائف أستوحي الشعور
إن في الطائف بعثًا ونشور
أحيت الأحداق في نرجسها
وأعادت في الأقاحي الثغور.”