طلاليات
هناك كثير من الأشخاص يستحقون منا الشكر والتقدير، ونرفع لهم الدعاء، ونقول لهم: أنتم قدوات، لأنكم خدمتم مجتمعكم.
في مجتمعنا شخصيات كثيرة من هذا النوع، ممن يستحقون أن يُقال عنهم إنهم قدوات ومحبو الخير، وعشاق إسداء المعروف للغير دون مقابل.
لم يكن في نيتي التطرق لهذا الموضوع من خلال موقف واحد، بل هناك مشاهد عديدة لرجال يستحقون الشكر والتقدير والاحترام، ولم يكن هذا المقال مجرد معروف أسديه إليهم، بل أفعالهم جعلتني أتحدث عنهم.
واليوم، أختار نموذجًا واحدًا من بين العديد ممن يستحقون الإشادة، وهو إبراهيم بن لويفي العمري السفياني، ذلك الرجل المتواضع، البسيط، عذب الكلام، كريم الخلق، ودائم الابتسامة.
عرفته منذ سنوات، وهو صاحب عطاء لا محدود، كريم في بيته الذي لا يخلو من استقبال الضيوف، حريص على القرب من الناس، ومبادر دائمًا في الخير.
ومن أجمل أعماله إقامة وجبة إفطار خلال هذا الشهر الكريم، تجمع مسؤولين من مختلف أطياف المجتمع، ومن بينهم:
• مدراء إدارات سابقون وكبار السن.
• أدباء ومثقفون.
• إعلاميون وكُتّاب رأي.
• فنانون وشعراء.
• عامة المجتمع.
وجميعهم من المتقاعدين، حيث يحرص على إقامة لقاءات ترفيهية دورية مبسطة لهم، تتخللها مأدبة عشاء وحفل ترفيهي، لإسعاد أبناء الطائف ومكة وجدة، الذين خدموا في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة.
اعتاد هذا الرجل على جمع هؤلاء المتقاعدين وتعريفهم ببعضهم البعض، وخلق بيئة من الألفة والمحبة بينهم، كما يقوم بتقديم الهدايا والدروع التكريمية على حسابه الخاص، تكريمًا لمن رحلوا بعد أن قدموا للوطن كل ما يستحق من إخلاص ووفاء.
في كل مناسبة، يختار مجموعة من الأحياء وكبار السن ليكرّمهم، ومجموعة أخرى من الراحلين ليُحيي ذكراهم، إيمانًا منه بأن تكريم المخلصين واجب لا يسقط بمرور الزمن.
وفي هذه الأيام، يجري الشيخ إبراهيم بن لويفي السفياني استعداداته المكثفة لتنظيم حفل المعايدة السنوي، الذي يُقام في كل من عيد الفطر وعيد الأضحى، بمشاركة جميع الفئات التي سبق ذكرها.
ويحرص في كل مرة على اختيار موقع مختلف للحفل، بين جدة والطائف، بل إنه خصص استراحته الخاصة في جدة مجانًا للمشاركين في المناسبات الوطنية، مثل:
• اليوم الوطني.
• يوم التأسيس.
• يوم العلم.
أليس هذا الرجل وأمثاله يستحقون التقدير نظير جهودهم؟
إنه نموذج مشرّف، استطاع خلق بيئة إيجابية للمتقاعدين، تخرجهم من الروتين اليومي، وتمنحهم السعادة وراحة البال.
ليس لدينا سوى الدعاء لهذا الرجل، جزاه الله خير الجزاء على عطائه ووفائه وحبه لأبناء وطنه، ونتمنى أن نرى المزيد من الشخصيات التي تسير على خطاه.
كما يجب علينا تقديم الشكر والتقدير لكل من يسير على نهج إبراهيم بن لويفي العمري السفياني، فهم يقدمون أعمالًا جليلة لوطنهم ومجتمعهم، ويدخلون الفرح والسرور إلى قلوب المتقاعدين الذين يحتاجون لمثل هذا الاحتفاء والتقدير.