الرياضية

الاتحاد فائز رغم قوة الأهلي والغيابات

همس الحقيقة

ديربي الاتحاد والأهلي له طعم ونكهة خاصة لا تستطيع، مهما كانت أفضلية وقوة الفريق فنيًا، ترشيح أحدهما للفوز. فكم من المرات كان الاتحاد، وفقًا لرأي كبار المحللين والنقاد، مؤهلًا للفوز بنسبة 100%، إلا أن الأهلي كان له رأي آخر. ولعل خير شاهد على ذلك هو النهائي الشهير في أواخر السبعينيات الميلادية، حينما فاز الأهلي بأربعة أهداف، محققًا بطولة كانت كل الترشيحات تصب في مصلحة “العميد”.

ونفس الشيء حدث للأهلي حينما توجّه الفريق إلى لندن استعدادًا لمباريات الدوري، بمعسكر أُقيم هناك، لينال هزيمة ثقيلة وتاريخية، كانت نتيجتها 8/2 للاتحاد. والأمثلة كثيرة، ولكن هاتين المباراتين تُعدان من أشهر المواجهات بين الناديين، ولن تنساهما جماهيرهما، والتاريخ خير شاهد.

وهذا ما يجعلني أؤكد أن مواجهة هذا اليوم من الصعب جدًا التكهن بنتيجتها، وإن كان الأهلي هو الأكثر “ترشيحًا”، ومن وجهة نظري ذلك لأنه “الأفضل” فنيًا، قياسًا بالمستويات الأخيرة التي قدمها، وعلى وجه الخصوص “آسيويًا”، وفي المباريات الكبيرة “محليًا”.

ومن هذا المنظور، وفي عالم الكرة، “مالها أمان ولا لها صاحب”، فلربما الاتحاد، الذي يعاني مؤخرًا من تذبذب مستواه، ومن الإصابات، ومن عقلية مدرب “مفلس”، قد تكون لأسطورته كريم بنزيما وزملائه “كلمة وموقف”؛ خاصة أنهم ما زالوا يعيشون نشوة “فرحة عيد”، أهدوها لجماهيرهم بثلاثية أهلت الاتحاد للمباراة النهائية، وأقصت الليث الشبابي في ليلة العيد.

هذا ما يجعلني أتوقع بنسبة 55% أن الفوز سيكون اتحاديًا، حتى وإن غاب عن هذا اللقاء حارسه العملاق “رايكوفيتش”، إلا أن البديل “محمد المحاسنة” – بنسبة كبيرة – أراه سيكون نجم هذه الأمسية الكروية. ولا أقول ذلك من باب الدعم والتشجيع ورفع المعنويات، بعد ما واجه نقدًا لاذعًا في فترة سابقة، إلا أن اللاعب اكتسب “خبرة” طويلة من زميله الحالي رايكو، إضافة إلى جهد مضاعف من مدرب الحراس.

ولهذا أقول مقدمًا: مبروك للاتحاد فوز مهم وثلاث نقاط ثمينة، خاصة بعد هزيمة الهلال، كفرصة لا تُعوّض لزيادة الفارق النقطي والاستمرار في الصدارة. ولا أظن النمور سيفوّتون هذه الفرصة، كما فعلوا أكثر من ثلاث مرات.
ومع ذلك، أراها اتحادية، وحظًا أوفر للأهلي في مبارياته القادمة، وبالذات “آسيويًا”.

متمنيًا مشاهدة ديربي ممتع ومثير، يتميّز بتحكيم نظيف “خالٍ من الأخطاء” ونزيه جدًا، وألا يصبح الاتحاد في هذا المساء “ضحية” لحملات إعلامية شرسة “قذرة”، بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى وقصد.

عدنان جستنية

كاتب وناقد صحافي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى