المحليةالمقالات

السلـطة العشـر طَـعش

[ALIGN=RIGHT][COLOR=crimson]السلـطة العشـر طَـعش[/COLOR] [/ALIGN]

قال الـضَـمِـير الـمُـتَـكَـلّـم : إليكم هذا الـخَـبر الذي تصدر الورقة الأخيرة من إحدى صحفنا المحلية قبل أيام : ( كشف …. مدير عام فرع ….. بمكة المكرمة حُـبّ وعِـشـق زوجته ( أمّ … ) لزيارة المدينة المنورة بصفة دائمة وقال بأن أمّ … تتفرغ للعبادة وزيارة المسجد النبوي الشريف أثناء زيارتها للمدينة المنورة ، وترفض قبول أية دعوات تشغلها عن العبادة ) .

هل رأيتم أو قرأتم أهم من هذا الخبر الذي حَـمَـل البشرى للمدينة وأهلها ؛ فـ (أمّ … ) تُـحُـبَـهُـم كَـتِـيـر وَمَـرّة !!

صدقوني رؤية هذا الخبر تُـصِـيب بالمرارة ، وترسم ملامح من صور صحافتنا ؛ التي مشَاهِـد بعضها ترفع الضغط والسكر ، وتَجِـلب الحسرة على ضياع مفردات ومصطلحات حفظتها الذاكرة أيام الدراسة النظرية ( الصحافة هي مهنة المتاعب ، وهي السلطة الرابعة ) !

فالحاضر العملي في بعض أجواء صحافتنا ملبد بالغيوم ، ويقول : هي « السلطة العَـشـر طَـعَـش ( أي العشرين ) ، وأنها مهنة الفاكسات ، والإيميلات ؛ فبعض الصحفيين قلما يبحث عن خبر أو يطارد معلومة جديدة وفريدة تَـمِـس الوطن والمواطن ؛ بل وظيفته أن يَـمُـدّ رجليه منتظراً الأخبار المعلبة المرسلة من المؤسسات الحكومية عبر الفاكس أو البريد الإلكتروني ، حيث يضع عليها اسمه المبارك ويرسلها لِـمَـقَـرّ جريدته فقط !!

فالتحقيقات عند هؤلاء التي تكشف ما خلف الأسوار ، وما بين السطور غائبة ؛ والتقارير الجريئة التي تشرح الواقع وترسم المستقبل شبه مفقودة !!

هذا الوضع ساهَـم في كتابته عدة عوامل من أبرزها : اعتماد الصحافة على متعاونين ، بعضهم لا يملك المؤهلات أو أدنى القدرات الإعلامية ، إضافة إلى ضعف مخصصاتهم المالية ،ومن المؤكد أن قلة المحفزات المالية والمعنوية يقتل الطموح ، ولا يشجع على التميز !!
وهناك عامل يلبس طاقية الإخفاء ، ويَـجْـلِـد الصحافة صباح مساء ؛ وهو خوف بعض الصحفيين من الوقوف على الخطوط الحمراء ؛ مما يجعلهم يتبعون قاعدة ( سَـد الذرائع ، والباب الذي يأتيك منه الريح أغلقه وأستريح ) .
ونفخ الروح في جسد مثل تلك الصحف يتطلب التجديد المستمر ، وتفريغ المحررين والمصورين، واستحداث سلم رواتب لهم ، وحمايتهم ، وتطوير قدراتهم بكليات ومعاهد متخصصة . ألقاكم بخير والضمائر متكلمة.

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبدالله الجميلي[/COLOR][/ALIGN]

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى