مُغلق للصيانة

تعودنا على رؤية تلك العبارة عند صيانة أحد المواقع الإلكترونية ، سواءً للصحف والمنتديات أو في مواقع الإدارات الحكومية وغيرها ، ولكن ما لفت نظر كثير من مُتابعي حادثة سقوط الفتاة الجزائرية من أحد فنادق المركزية في مكة في شهر رمضان الفائت ، أن تلك العبارة تم استخدامها أمام مدخل ذلك الفندق بعدما تم التحقيق مع مسؤوليه ، والذي ثبت للجهات الأمنية وقتها أن الفندق لديه مُخالفات عديدة منها تشغيله عمالة غير نظامية ، وأين ؟ في المنطقة المركزية بالقرب من المسجد الحرام !!

أقول لستُ بصدد الحديث عن تلك الحادثة ولا عن تداعياتها ، إلا أني أريد التحدث عن شرعية ( [COLOR=crimson]الشرعية النظامية القانونية )[/COLOR] عمل ذلك الفندق بوضع تلك اللوحة أمام مدخله ، بحجة أنه مُغلق للصيانة وهو مُغلق بأمر الجهات المختصة ، بسبب ما وجه إلى مسؤوليه من مُخالفات بالجملة وتم إغلاقه ، وقام مسؤوليه مع الأسف بوضع تلك اللوحة !

إذا نحن نعيش الآن في عصر الشفافية والوضوح ، صحيح أنها ليست شفافية ووضوح مُطلقة ، إلا أنها شفافية تمكنا من خلالها التطرق لمثل تلك المواضيع ونناقشها بكل حرية ؛ فهل كل من يُخالف ويُعاقب يقوم من تلقاء نفسه بوضع مثل تلك اللوحة جِهاراً نهاراً دون أي رقيبٍ عليه ؟!
ذلك بلا شك يُعتبر تضليلاً للعدالة ، وتضليلاً للناس حينما يقوم ذلك الفندق بوضع تلك اللوحة ( [COLOR=crimson]مُغلق للصيانة[/COLOR] ) أمام مدخله ، والناس تعرف أن ذلك الفندق يُحقق مع مسؤوليه في تلك الحادثة والتي هزت المجتمع وقتها ، بل وصل صداها إلى الدول العربية بعدما تطرقت لها الصحف الجزائرية ، وبطبيعة الحال هو فعل ذلك خوفاً على سمعته والتي قد تتأثر ، وبالتالي قد يخسر زبائنه !

أعتقد أن تصرف ذلك الفندق من تِلقاء نفسه ، يُجرنا إلى التعجب من جرأة بعض المُخالفين ، على الرغم من مُخالفتهم ووقاحتهم إلا أن عيونهم فيما يبدو ” قوية ” ومثل ما يقولون ( شين ، وقوي عين !! ) . لكن قد نجد لهم في ذلك شيئاً من العُذر في غياب الرقابة الصارمة عليهم وعلى غيرهم ، ما جعلهم يقدمون على تلك الفعلة ، وقديما قالت العرب ( [COLOR=crimson]مَنْ أمِنَ العقوبة ـ الرادعة ـ أساء الأدب !![/COLOR] )
ترى .. كم مُخالف في البلد يحتال وينصب ويغش ، وعلى الرغم من ذلك يفعل ما يحلو له ، ويعود وكأن شيئاً لم يكن ؟! والأدهى والأمَرْ حينما تكون قضيته ما زالت في طور التحقيق !!

[COLOR=blue]وخِتاماً [/COLOR].. إ[COLOR=red]ذا لم توجد عُقوبة صارمة وفعَّالة ، ومُتابعة دقيقة لتنفيذ تلك العقوبات ، فلا داعي من أصله لكل تلك الإجراءات ، وخلي الحبل على القارب ، ودع الخَلق للخالق ، والله الموفق لكل خيرٍ سبحانه .[/COLOR] [ALIGN=LEFT][COLOR=blue]ماجد المحمادي الحربي[/COLOR] إعلامي سعودي
alharbi5555@gmail.com[/ALIGN]