المحليةالمقالات

الزواج قسمه ونصيب لا يانصيب

كثيرة هي ظروف الحياه وقاسية على الكثير من الناس بمختلف ألوانهم وأجناسهم ,مما حدا بالبعض لإتخاذ مراكب من ورق في بحر من الأحلام ..لايدري أين يصل به ومتى يغرقه.

وهنا ..في عالم الإنترت وفجاجه الواسعه هناك من أقام سرادق لإجتماع البؤساء وشباك لإصطيادهم وإبتزازأموالهم ,ولاشك أنّهم أي الضحايا هم من جاء بإختيارهم طواعية لاكراهية بغية تحقيق الأمال ..وتغير الأحوال , وحتى لا أطيل في الحديث هي مواقع الزواج الألكترونيه والتي باتت تنافس المنتديات الثقافيه لكثرة أعضائها ومرتاديها وزوّارها.

تفنن القائمون على تلك المواقع وجعلوا العضويات إلى فئات تبدأ من مبلغ وقدره إلى مبلغ وقدره أعلى قيمة وبريقا وأكثر حظّا في الدعاية والإعلان ,ويحزن القلب ويتقطع ألما حينما يشاهد أن الغالبيّة العظمى من المنتسبين والمنتسبات لتلك المواقع من بلادنا ومن يتاجر بمعاناتهم مواطنين لهم ,قد يقول البعض انها وسيلة للتوفيق والجمع بين رأسين في الحلال ولكن هل إنتهى شباب البلد نفسه وبناته حتى يبحث لهم ولهن عن أزواج من مناطق مختلفه؟

الزواج وكما يؤمن الكثير أنّه قسمة ونصيب ولكن أن يجعل الزواج يانصيب تؤخذ تحت شعاره اموال النّاس فهو أمر غير مقبول ,والمشكله أن نجد ضمن العضويات من يحمل أو تحمل المؤهل الجامعي !

ومن المشاهد أيضا..المقدمات المنمّقه والإسهاب في مديح الذات من كلا الجنسين والشروط الخياليّه المطلوب توفرها في العريس أو العروسه ,والموقع يزيّن لهم ويغريهم بتحقيق الهدف المنشود…ويعرض قصص ورسائل وردت تحت ارقام من اعضاء سابقين وهي مدونة في الموقع لايعلم عن مدى مصداقيّتها ..يشكرون الموقع ويقدمون الدعوات لحضور الزواج !! فقد نجحوا في الحصول على شريك الحياة بفضل ذلك الموقع الرائع وهلمّ من المديح وكأن المسألة باتت لا تحتمل التاخير إعرض طلبك اليوم اواعرضي طلبك اليوم وغدا العروسة او العريس وربما المأذون والمعازيم مجانا معهما.. ما يغري قاريء تلك السطور إلى تسجيل عضويته ولا اخفيكم أنّ العبد لله محدّثكم وجد طلبا لشابة تعرض (زواج المسيار)وهي لا تزال في مقتبل العمر ولديها السكن والوظيفه والمال فقط لا تشترط سوى ان يكون المتقدم رجل !! ولاتحمّله بأي نفقه !! فشعرت وكأن صوتا داخلي يقول ونحن لها ولكن في ذلك الخضمّ دخلت أم اولادي بفنجان القهوه فخرجت إلى صفحة الطقس لهذا اليوم.

مع أجمل تحيّة .

عبدالله إبراهيم الكناني
كاتب بصحيفة مكة الإلكترونية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى