المحليةالمقالات

الإعلام المرئي.. خبر الخير وخبر النار

[ALIGN=RIGHT][COLOR=crimson]الإعلام المرئي.. خبر الخير وخبر النار[/COLOR][/ALIGN]

لا يخفى على الجميع أن من يتحكم في توجه الرأي العام اليوم هو الإعلام ،وأن المُشَكِل الرئيس لكثير من التغييرات على امتداد ساحات عالمنا العربي هو الإعلام ، وبشكل أو بآخر كان للإعلام الدور البارز المرتبط بالأزمات التي تشهدها المنطقة.

في غضون الأيام التي شهدت ثم تلت أحداث الثورتين التونسية والمصرية تكالب الشارع العربي كثيرًا على متابعة وسائل الإعلام خاصةً المرئية منها ،وفي مقابل ذلك كان التسابق المحموم بين القنوات الفضائية من أجل نقل الخبر صوتًا وصورةً وتحليلاً ،ومع توالي الأحداث تعددت وتنوعت مصادرها في نقل الخبر ، ودخل في هذه المنافسة الانفتاح الإعلامي على مصراعبه من خلال تقنيات الاتصال السريعة والمباشرة ،وتعد هذه أبلغ تأثيرًاعلى المتلقي بصورة مباشرة وغير مباشرة.

وكان الاقتتال شديدًا بين صُنَّاع الخبر لبلوغ مستوى الكمال مادتهم الإخبارية التي يعرضونها ،و عمد بعضهم إلى التفنن في صب الزيت على النار، والتأثير الطاغي على المشاهدين بكافة أطيافهم وثقافاتهم وفكرهم وتوجهاتهم ، فضاعت مصداقية نقل الخبر ، وانحصر التوجه الإعلامي في بعضها فيمابين المبالغة والتحريض والتضليل والتشويش والتعتيم لاغير، وباتت المحرك المؤثر في كثير من مصائر الشعوب و المؤجج الأكثرفاعليةً للفتن والضغائن، وتصدرت تلك القنوات دونًا عن وسائل الإعلام الأخرى المسموعة والمقروءة منها مركز السلطة الثانية لاالرابعة .

لاأعلم حينها لم تمنيت وأنا أتابع الأحداث على شاشات تلك القنوات أن يكون لي عشرة رؤوس حتى يستوعب عقلي ماتراه عيني الاثنتين فقط ، فقد كلَّت الانحدار والصعود والهبوط والجمود في كثير من الأحيان ،وفي كل مرة كان رأسي يقف فيها عن التحرك يأتي من يصفعه ، فتعاود عيني الكرة نفسها، لأجد نفسي في حالة لف ودوران في بحر فضائي إخباري تتلاطم حقائقه بين خبر الخير وخبر النار.
مرصد ..
لست مع قمع الحريات ولست ضد مطالبة الشعوب بحقها في تقرير مصيرها فهو حق مشروع لها حُكمًا ، كما أني لست مقص رقيب يعطي لنفسه الحق في أن يحذف أو يجيز ،ولكني ضد من يلعب على وتر التأثير والتأثر ليقلب الحقائق ويضيع الحقوق .

[ALIGN=LEFT] [COLOR=blue]فاطمة البكيلي[/COLOR][/ALIGN]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى