المحليةالمقالات

كيف تصبح مليونيراً بنقرة فارة

[ALIGN=RIGHT][COLOR=crimson]كيف تصبح مليونيراً بنقرة فارة[/COLOR] [/ALIGN]

أكوام الجرائد تتكدس في كل مكان, تعكف عليها ليلى من الصباح الباكر تقلب صفحاتها بحثاً عن أي فرصة لوظيفة شاغرة ثم تدفع نصف دخلها البسيط والذي تحصل عليه من طهو الطعام للجيران تسديدا لفاتورة هاتفها ,بينما تنفق النصف الآخر على أخواتها الأربعة بعد أن أصبحت العائل الوحيد لهم منذ أن راح والديها ضحية مراهق [مفحط ] في حادث سيارة !!!

[COLOR=deeppink]ليلى فتاة جامعية [/COLOR]مثابرة ولكن لم تسعفها ظروفها ولم تحتويها وظيفة تغنيها عن السعي في الطرقات وطرقاً للأبواب عرضا لخدماتها !! بالطبع ليس عيباً أن تطهو الطعام بل هو عمل شريف حتماً لكن دخله المتواضع لا يغطي مصاريف الماء والكهرباء والإيجار ناهيك عن إحتياج أخواتها المدرسية ,كل ذلك إضافة إلى ماتلقاه من سوء معاملة زبائنها أحياناَ!!

كادت تطير فرحاً حين أخبرتها إحدى جاراتها عن مشروع تجاري قد ينفعها ويدر عليها أرباحاً طائلة دون عناء حسب ماقرات في إحدى المواقع العنكبوتية , كان كل شئ في هذا الإعلان مغري للتقدم دون تردد أسماء واضحة , أرباح مغرية , طرق تواصل آمنه بل حتى سندات القبض يمكن إستلامها !!كل ماعليها فعله هو أن تقوم بتسليم مبلغ مالي معين ثم تستلم ضعفه شهرياً في تجارة إلكترونية مضمونه الأرباح –كما يدعون- إقترضت المبلغ من جاراتها وقامت بتسليمهم وتسلمت مقابل ذلك سنداً. مضت الشهور وهي تنتظر وتحاول بشتى الصور التواصل عبر الأرقام أو الأسماء التي كانت مسؤولة عن هذه التجارة لتكتشف بعد السعي أخيراً أنها ليست سوى شركة وهميه أفضى إلى حلم وهمي أضاف إلى همها دين تعجز عن أدائه فمن المسئول ؟؟؟ أهي المغفلة ؟ لكن من قد يشك في صحة الأمر بعد كل هذه الإعلانات والأسماء الواضحة .

بالطبع ليلى ليست الضحية الأولى والأخيرة بل هناك الكثير والكثير مما لا يملكون سوى الحوقلة والاسترجاع أمام هذا النوع من الجرائم و التي ظهرت مؤخراً في المجتمع اثر الانفتاح على الثورة المعلوماتية في مجال الانترنت .وكما لتلك التكنولوجيا ايجابيات ومنافع عديدة لايمكن تجاهلها والتأخر عن ركب التقدم العلمي الذي ربط العالم ببعضه البعض، فان لها أيضا سلبيات حين يقوم بعض ضعاف النفوس بإساءة استخدام ميزات الشبكة لأهداف دنيئة بدأت تظهر آثارها السلبية المتمثلة في تخريب المواقع وتزوير البيانات وسرقة المعلومات وعرض المواد والصور المسيئة للأخلاق وابتزاز الضحايا , حيث أن هذا النوع من الجرائم غير تقليدي و يفتقر للدليل المرئي الذي يسهل فهمه واكتشافه .فأصبحت هاجساً يقلق الدولة والشعب في آن واحد بعد ما تصدرت المملكة العربية السعودية المراكز الأولى كمستهدف في الهجوم العالمي .

وحسب دراسة مسحيَّة موسَّعة أجرتها مؤخراً ونشرت نتائجها «نورتن» Norton، الشركة العالمية المتخصِّصة في تطوير الحلول البرمجية الأمنية، ناقوسَ الخطر عندما كشفت أن الجريمة الإلكترونية بلغت مستويات مقلقة. فمن النتائج اللافتة التي أبرزتها الدراسة المذكورة أنَّ ثلثي مستخدمي الإنترنت (65 بالمئة) حول العالم وقعوا ضحية للجريمة الإلكترونية مرة واحدة على أقلِّ تقدير، وقد تمثل ذلك في الهجمات الفيروسية أو التجسُّسية أو الاحتيالية لسرقة بيانات البطاقات الائتمانية أو سرقة الهوية والبيانات المصرفية والشخصية الحسَّاسة لاستغلالها في أغراض إجرامية.
و قامت المملكة مؤخراً بإصدار قانون نظام مكافحة جرائم المعلوماتية و يتكون من ست عشر مادة تطبق على جميع الأصعدة و على مستوى جميع أنواع الجرائم و بعقوبات مجزيه لكي تكون رادعاً لفاعلها .

أما [COLOR=crimson]الجريمة الإلكترونية[/COLOR] فهي على أربعة أنواع النوع الأول الجريمة المادية و هي التي تسبب أضرار و خسائر مالية على المستهدف , و النوع الثاني الجريمة الثقافية وهي التي تتعلق بالملكية الفكرية و سرقة المعلومات و نسبها إلى السارق , و النوع الثالث الجريمة السياسية و الاقتصادية و هي التي تؤدي إلى إضعاف شعب أو حكومة سواء لأغراض سياسية أو اقتصادية , و النوع الرابع الجريمة الجنسية و هي التي تتعلق بالتغرير والاستدراج و سرقة المعلومات الشخصية و المساواة عليها , ويعتبر سوء إستغلال أوقات الفراغ والربح المالي والانتقام وحب التميز من أهم أسباب الجرائم الإلكترونية .

إن الجريمة الإلكترونية بكافة أبعادها ، وشتى وسائلها هي وسيلة جديدة يستخدمها المجرمون بدلا من الأسلحة التقليدية القديمة فلم يعد الكثير من المجرمين بحاجة إلى سكين حادة ليهدد شخصا مقابل المال ، ولم يعد بحاجة إلى رفع سلاح ناري لابتزاز شخص،ولم يعد بحاجة إلى قفز الأسوار وتجاوز الأبواب ليتجسس على خصوصيات الشخص وأساليب حياته،بل أصبح قادرا على كل ذلك من خلال الأجهزة التقنية البسيطة التي بين يديه .

فيجب علينا كمجتمع الحد من انتشار هذه الجرائم وذلك بزيادة الوعي لدى مستخدمين الشبكة عن طريق المؤتمرات واستغلال الدعاية والإعلان في التحذير من الجرائم الإلكترونية وأيضاً عن طريق التدريب المستمر للمستخدمين ليتعرفوا على طرق الحماية حتى لا يقعوا مرة أخرى في أيدي المستهدفين .
بالنسبة للذين يتعرضون للجرائم الإلكترونية يستطيعون المطالبة بحقوقهم عن طريق نظام مكافحة جرائم المعلوماتية .

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]رويدة صديقي[/COLOR] مستشارة قانونية[/ALIGN]

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. السلام عليكم

    فعلا كثرت الجرائم السرقات والشركات الوهمية والجرائم الالكترونية خطيرة جدا على المجتمع

    اشكرك استاذه رويدة على الموضوع الرائع والجميل

    تقبلي تحياتي

  2. نعم لقد تناولتي موضوعا جميلا ذا أهميه حيث أن الجرائم الإلكترونيه لها آثار سلبيه على الحياة المجتمعيه والإقتصاديه …الخ ولها كثير من الإنعكاسات على النواحي الإنسانيه ومايلحقها من إضطرابات نفسيه وانحرافات سلوكيه ليس ذلك فحسب بل زعزعة للشخصية السويه بكافة الطرق الإجراميه لهز البنيه التحتيه لتلك الشخصيه ومن ثم إستغلالها لتكون كبش فداء أو بالأصح (ضحيه) ضحية الإجرام المغرر ضحية الإجرام الذي ليس له أي مبرر.

    نعم..علينا كمجتمع الحد من تلك الجرائم بطرق وقائيه وإرشادات توعويه عبر وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئيه والتوعيات الدينيه عبر المنابر الإسلاميه.

    أشكر لكي ..رويده قلمك وطرحك واهتمامك في كثير من القضايا الإجتماعيه.
    ——-
    عضو الجمعية العالمية الإسلامية للصحة النفسيه.
    عضو شرف بجمعية المرشدين النفسيين
    أنماط الشخصيه وفهم النفسيات.

  3. السلام عليكم

    فعلا كثرت الجرائم السرقات والشركات الوهمية والجرائم الالكترونية خطيرة جدا على المجتمع

    اشكرك استاذه رويدة على الموضوع الرائع والجميل

    تقبلي تحياتي

  4. نعم لقد تناولتي موضوعا جميلا ذا أهميه حيث أن الجرائم الإلكترونيه لها آثار سلبيه على الحياة المجتمعيه والإقتصاديه …الخ ولها كثير من الإنعكاسات على النواحي الإنسانيه ومايلحقها من إضطرابات نفسيه وانحرافات سلوكيه ليس ذلك فحسب بل زعزعة للشخصية السويه بكافة الطرق الإجراميه لهز البنيه التحتيه لتلك الشخصيه ومن ثم إستغلالها لتكون كبش فداء أو بالأصح (ضحيه) ضحية الإجرام المغرر ضحية الإجرام الذي ليس له أي مبرر.

    نعم..علينا كمجتمع الحد من تلك الجرائم بطرق وقائيه وإرشادات توعويه عبر وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئيه والتوعيات الدينيه عبر المنابر الإسلاميه.

    أشكر لكي ..رويده قلمك وطرحك واهتمامك في كثير من القضايا الإجتماعيه.
    ——-
    عضو الجمعية العالمية الإسلامية للصحة النفسيه.
    عضو شرف بجمعية المرشدين النفسيين
    أنماط الشخصيه وفهم النفسيات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى