المحليةالمقالات

ثورات الشباب من يحتضنها

[ALIGN=RIGHT][COLOR=crimson]ثورات الشباب من يحتضنها؟[/COLOR][/ALIGN]

الشباب عضد الأمة ،وساعدها الأيمن ، هم القوة المتحركة فيها ، وعليهم ينعقد الرجاء في بناء الأوطان ، هم رجال الغد ، وعليهم تربية الأجيال القادمة ، وإليهم ستؤول قيادة الأمة في جميع مجالاتها .

إن المتغيرات الراهنة التي يعيشها الشارع العربي اليوم من ثورات واحتجاجات ، وإعتصامات محركها الأساسي هو الشباب .

لقد جاءت أصواتهم صارخة .. كاسرة حاجز الخوف بداخلهم مطالبة بحقوقهم عارضة أطروحاتهم وأطروحات أوطانهم .

أثبتوا للجميع أنهم قادرون على فرض آرائهم ورؤاهم وأنهم جزء لا يتجزأ من الوطن .

كانوا واعين .. فاستطاعوا أن ينقلوا وعيهم إلى الواقع مطالبين بإيجاد الحلول فقد ساد الخطأ وترسخت جذوره في تربة الوطن . فبثوا بذلك روحا جديدة في الجسد الاجتماعي واختصروا بوعيهم وتمييزهم مراحل كبيرة تحسب لأوطانهم ، مما دعا غيرهم وألهمهم للحذو حذوهم ولكن ومع أن البداية كانت احتجاجات سلمية إلا إنها سرعان ما أفرخت تلك الحركات احتجاجات غير سلميه فأختلط الحابل بالنابل في بعض المناطق وكثرت المطالبات الفئوية والشخصية ما عقل منها وما هو غير معقول

[COLOR=crimson]نتساءل لما فعل الشباب هذا ؟ [/COLOR]

فهل تركنا لهم منافذ أخرى يستطيعون التعبير فيها وبحرية عن أنفسهم وأوطانهم !؟

لقد ضاقت بهم تلك الغرف المغلقة التي لا يعلم اغلبنا ما هو دائر في أفلاكها لذا جاءت صرختهم تفريغا لذلك الكبت الذي رافقهم أعواما طوالا

[COLOR=crimson]نلومه !؟ أجل يلام ولكن ..من هو الملام ؟ ومن هو المسؤول ؟ [/COLOR]

هل هو جيل الشباب ؟ أم الجيل الأكبر منه ؟ الجيل الذي نصب نفسه وصيا ومع الأسف جاءت نتائج الوصاية بضرر اكبر من نفعها فلكم غض هذا الوصي الطرف عن الأخطاء تعففا أحيانا وتجاهلا متعمدا أحايين أخرى .

وصيا كال التهم إلى الشباب بأنه جيل تربى على الفضائيات والانترنت وانساق إلى الغرب فهو له مقلد ، جيل استبعدنا تماما أن يأتي منه الخير ، أو أن يعقد عليه الأمل والرجاء

جميعنا يعلم إن الشباب طليعة هذه الآمة، وانه جيل قابل للتشكيل، فماذا قدمنا كمجتمع له؟

هل تم احتواءه وإعداده الإعداد الشامل المتكامل من فكر ملتزم ، وعقل واعِ ، وضمير على الدوام حي يقظ ، ورسوخ إيماني في القلب متعمقا ؟!

هل تعلم هذا الجيل إن الحرية التي يطالب بها هي حقا للجميع لا جدال عليه شريطة أن لا يخرج من منظومة الأخلاق والقيم الرفيعة وضوابطها وإلا تحول إلى انفلات وليست حرية ، فالحرية تعني مسؤولية تتحملها لا أن تعيش كما تشاء وبدون حدود ؟

[COLOR=crimson]للأسف .. لم يجد الشباب تلك المساحة في وطنه ، ولا ذلك المحاور المتفهم له .[/COLOR]

إذن .. لنوقف اللوم ولنتفهم المرحلة الحالية فليس بأيدينا أبدا أن نعيد الماضي لإصلاحه ولكن أمامنا المستقبل فلنحاول أن تكون أهدافنا واضحة ومنظمة ومتأنية غير مخالفة للشرع أو الواقع مصلحتها الكبرى الوطن فهو فوق كل المصالح والمطالب .

لنغرس الثقة في جيل الشباب ، ولنعقد عليه الأمل ، لنحتضنهم .. فهم بحاجة إلى من يعدهم الإعداد المتكامل ونشعرهم بالمسؤولية الوطنية ، والاجتماعية ، والأخلاقية، والانفعالية، لنتعرف على أهدافهم ، وما هي غاياتهم ، فهم بحاجة إلى أن يتعلموا الصمود والمقاومة أمام مغريات عصرهم. ونحن بحاجة إليهم . لنتعاون جميعا كل الأجيال ولنكن مشاعل بناء ونماء لأوطاننا ، لا معاول هدم لها، فليس عجزا أبدا أن تسقط مفاهيم لا تتناسب والعصر الحالي ولا تتفق مع أقدار الناس ، إنما العجز أن تسقط قيم جليلة وركائز أساسية لثوابت وطنية .

[COLOR=crimson]فهل سنحتضن الشباب ؟![/COLOR] [COLOR=green]حفظنا الله جميعا ، وحفظ أوطاننا من كل سوء . [/COLOR] [ALIGN=LEFT][COLOR=green]فاطمة محمد[/COLOR][/ALIGN]

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. مقال رائع جدا
    ونتمنى للكاتبة مزيدا من التميز والإبداع فنحن فى حاجة شديدة لمثل هذه الأقلام الواعية التى ترسم معالم الطريق الصحيح أمام شبابنا من أجل مستقبل أفضل

  2. مقال رائع جدا
    ونتمنى للكاتبة مزيدا من التميز والإبداع فنحن فى حاجة شديدة لمثل هذه الأقلام الواعية التى ترسم معالم الطريق الصحيح أمام شبابنا من أجل مستقبل أفضل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى